(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٣٨) فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٩) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤٠))
البيان : ان المجتمع المسلم يوفر ويؤمن لاهل دار الاسلام ـ على اختلاف عقائدهم ـ ما يدفع عنهم جميع أنواع الاحتياج ـ ومن أجل ذلك فلا يبقى سببا أو دافعا يدعو الانسان ليمد يده للسرقة فلا يسرق أحد في المجتمع المسلم الا من دافع غير ضروري ، وغير أخلاقي ، وغير انساني.
فلذا استحق السارق هذا الجزاء الصارم ، ولم يقبل في عقوبته الا وصمة ظاهرة تبقى مدى حياته تدل عليه انه تعد حدود الله ، وانه فعل ما لا يحوجه الله اليه. وان يؤخذ منه الحذر حتى لا يفسح له المجال فيكرر ما صنعه من جريمة السرقة. ويكون عظة لكل من يراه لئلا تراوده نفسه الامارة وهواه الشاذان يفعل ما فعله هذا الذي قد قطعت يده لما سرق. ومعناه أن ذلك يسبب قطع وحسم مادة التعدي على أموال الناس واختلاس أموالهم.
ان الاسلام يبدأ بتقرير حق كل فرد في المجتمع المسلم في دار الاسلام في الحياة. وحقه في كل الوسائل الضرورية لحفظ الحياة ، فمن حق كل فرد أن يأكل ويشرب ويلبس ويسكن.
والضمان لهذه الضروريات من جهة الدولة ، ومن جهة افراد حيث تخفى حالهم على الدولة. فالدولة مسؤولة عن كل فرد ان تؤمن له معيشته أو أسباب المعيشة.
وقد أوجب الله تعالى على كل فرد أن يقوم بهذه المهمة عند فقدان الحكومة أو عدم المعرفة بمن هو محتاج الى المعونة فقد ورد في الخبر :