شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (٤٢) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (٤٣))
البيان : هذه الآيات تشي بانها مما نزل في السنوات الاولى من الهجرة ، حيث كان اليهود ما يزالون بالمدينة ـ أي قبل غزوة الاحزاب على الاقل وقبل أن تنكث بنو قريضة عهدها مع المسلمين. وكذلك بنو النضير وبنو قنيقاع ـ ففي هذه الفترة كان اليهود يقومون بمناوراتهم هذه. وكان المنافقون يزأرون اليهم كما تزأر الحية الى الجحر. وكان هؤلاء يسارعون في الكفر وكان فعلهم هذا يحزن الرسول ص وآله ويؤذيه.
(يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) فهم يسلكون سبيل الفتنة وهم واقعون فيها. (وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللهِ شَيْئاً).
فلا عليك منهم ولا يحزنك كفرهم فهو أمر مقضى فيه. وهؤلاء سماعون للكذب أكالون للسحت؟؟؟ (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ) ولا يكتفي السياق بالاستنكار. ولكنه يقرر
(وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) فما يمكن أن يجتمع الايمان وعدم تحكيم شريعة الله في قلب واحد. أو عدم الرضى بحكم الله ، والذين يزعمون لأنفسهم أو لغيرهم انهم (مؤمنون) ثم هم لا يحكمون شريعة الله في حياتهم أو لا يرضون بحكمها انما يدعون دعوى كاذبة (وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ).
وهل علامة الايمان بالله الا تحكم شريعته والاذعان لكل ما تحكم به. وهل عدم الرضى بحكم الله الا هو دليل على عدم الايمان وعدم الاعتقاد الصحيح بدعواه.