بحقيقة العقيدة ، كما ينقصهم الوعي ، وطبيعة اهل الكتاب فيها ، ويغفلون عن التوجيهات القرآنية الواضحة الصريحة فيها ، فيخلطون بين سماح الاسلام في معاملة اهل الكتاب ، وبين الولاء الذي لا يكون الا لله تعالى ورسوله وللجماعة المسلمة ، ناسين ما يقرره القرآن المجيد : من أن أهل الكتاب بعضهم أولياء بعض في حرب الجماعة المسلمة. وانهم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر.
ان هؤلاء لا يقرأون القرآن ، واذا قرأوه اختلطت عليهم السماحة في المعاملة والولاء في المناصرة ،
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ) ، هذا النداء موجه من الله تعالى الى المؤمنين. وقد نزل القرآن المجيد ليبث الوعي اللازم للمسلم في المعركة التي يخوضها بعقيدته لتحقيق منهجه الجديد في واقع الحياة ، ولينشىء في ضمير المسلم تلك المفاصلة الكاملة بينه وبين كل من لا ينتمي للاسلام. ثم رتب على الحقيقة الاساسية نتائجها ، فانه اذا كان اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض فانه لا يتولاهم الا من هو منهم. والفرد الذي يتلاهم من الصف المسلم يخلع نفسه من الصف ويخلع عن نفسه صفة هذا الصف (الاسلام) وينضم الى الصف الآخر ، لان هذه هي النتيجة الطبيعية الواقعية.
ان اقتناع المسلم الى درجة اليقين الجازم ، الذي لا أرجحة فيه ولا تردد بان دينه هو الدين الوحيد الذي لا يقبل الله تعالى من الناس سواه ، بعد بعث محمد ص وآله ، وبان منهجه الذي ألزمه الله بان يقيمه في الحياة البشرية لا تستقيم الا به وحده دون سواه. ولا يغفر الله له ولا يقبل منه الا اذا تمسك به وطبقه بكامله مادام في هذا الوجود فمن