يستعفي لي عن تبليغ ذلك اليكم ـ لعلمي بكثرة المنافقين الذين يكيدون له ـ
أيها الناس لعلمي بقلة المتقين ، وكثرة المنافقين ، وادغال الآثمين وختل المستهزئين ، بالاسلام الذين وصفهم الله عزوجل في كتابه بانهم (يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ) وكثرة اذاهم لي غير مرة حتى سموني أذنا وزعموا اني كذلك لكثرة ملازمته اياي واقبالي عليه حتى انزل الله في ذلك :
(وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ. قُلْ أُذُنُ) ـ علي الذين يزعمون انه اذن ـ (خَيْرٍ لَكُمْ) الآية. ولو شئت ان اسمي باسمائهم لسميت ، وان أومي اليهم بأعيانهم لأومأت ، وان أدل عليهم لدللت ، ولكني والله قد تكرمت وكل ذلك لا يرضى الله مني الا ان ابلغ ما انزل الي. ثم تلا (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) ـ في علي ـ (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) الآية.
معاشر الناس فاعلموا ان الله قد نصبه لكم وليا واماما مفترضا طاعته على المهاجرين والانصار وعلى التابعين لهم باحسان وعلى البادي والحاضر ، وعلى الاعجمي والعربي ، والحر والمملوك ، والصغير والكبير ، وعلى الابيض والاسود. وعلى كل موحد. ماض حكمه جايز قوله نافذ أمره ، ملعون من خالفه ، مرحوم من تبعه ، من صدقه فقد غفر الله له لمن سمع منه وأطاع له.
معاشر الناس انه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر ربكم فان الله عزوجل هو ربكم ووليكم والهكم. ثم من دونه رسوله محمد وليكم ، القائم المخاطب لكم ، ثم من بعدي علي وليكم وامامكم بأمر الله ربكم ثم الامامة في ذريتي من ولده الى يوم القيامة ،