المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين يقعده الله عزوجل يوم القيامة على الصراط فيدخل اؤلياءه الجنة واعداءه النار.
فقال بعض الذين ارتدوا ـ بعد موته ـ قد قال محمد في مسجد الخيف ما قال .. وقال ههنا ما قال ولئن رجع الى المدينة ليأخذنا بالبيعة له فاجمع اربعة عشر نفرا وتأمروا على قتل رسول الله ص وآله وقعدوا له في العقبة. وهي عقبة هر شي بين جحفة والايواء. فقعد سبعة عن يمين العقبة. وسبعة عن يسارها. لينفروا ناقة رسول الله به. فلما جن الليل تقدم رسول الله ص وآله في تلك الليلة العسكر فاقبل ينعس على ناقته. فلما دنا من العقبة ناداه جبرائيل : يا محمد ان فلانا وفلانا وفلانا قد قعدوا لك فنظر رسول الله ص وآله فقال من هذا خلفي فقال حذيفة بن اليمان أنا حذيفة بن اليمان يا رسول الله : قال سمعت قال بلى. قال فاكتم. ثم دنا رسول الله منهم فناداهم بأسمائهم فلما سمعوا نداء رسول الله مروا ودخلوا في غمار الناس. وقد كانوا عقلوا رواحلهم فتركوها ولحق الناس برسول الله ص وآله وطلبوهم وانتهى رسول الله الى رواحلهم فعرفها فلما نزل قال ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة لئن أمات الله محمدا او قتله ان لا يردوا هذا الامر من اهل بيته ابدا. فجاؤا الى رسول الله فحلفوا انهم لم يقولوا من ذلك شيئا. ولم يريدوه ولم يهموا بما لم ينالوا من قتل رسول الله. فانزل الله عزوجل قوله :
(يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا) ـ ان لا يردوا هذا الامر في اهل بيت رسول الله. (وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) ـ من قتل رسول الله ص وآله ـ (وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ. فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً