أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) سورة التوبة (٧٤) يوجد تمامية الحديث في ج الاول ص ٤٩٩
(قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْياناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (٦٨) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٩))
البيان : وحينما كلف الرسول ص وآله ان يواجههم بأنهم ليسوا على شيء من الدين والعقيدة والايمان .. بل ليسوا على شيء اصلا يرتكز عليه ـ حينما كلف الرسول ص وآله بمواجهتهم هذه المواجهة الحاسمة الفاصلة. كانوا يتلون كتبهم. وكانوا يتخذون لأنفسهم صفة اليهودية او النصرانية. وكانوا يقولون : انهم مؤمنون.
ولكن التبليغ الذي كلف رسول الله ص وآله ان يواجههم به. لم يعترف لهم بشيء اصلا مما كانوا يزعمون لأنفسهم لأن «الدين» ليس كلمات تقال باللسان وليس كتبا تقرأ وترتل وليس صفة تورث وتدعى.
وانما الدين منهج حياة. منهج يشمل العقيدة المستمرة في الضمير والعبادة الممثلة في الشعائر والعبادة التي تتمثل في اقامة نظام الحياة كلها على اساس هذا المنهج.
ولما لم يكن اهل الكتاب يقيمون الدين على قواعده هذه. فقد كلف الرسول ص وآله ان يواجههم بأنهم ليسوا على دين وليسوا على شيء اصلا من هذا القبيل.
وأقامت احكام الله وشرائعه معناها الدخول في دين الله مع