صحة العقيدة في ذلك سواء اكانت رسالة الاسلام او ما تقدمها من الرسائل والشرائع. ومقتضاها الايمان بجميع الانبياء وما جاءوا به من خالقهم. ولو ان اهل التوراة والانجيل التزموا بما انزل فيها لألزمتهم في الايمان بصحة الاسلام وتصديق نبيه بدون هوادة. او توقف لانها تشتمل على صفات محمد ص وآله وتأمر باتباع دينه وشريعته وتوجب ذلك الزاما.
وكان الله عزوجل يعلم ان شريعة الاسلام ستزيدهم طغيانا وكفرا لانها تكشف مكرهم وخدعهم وتضليلهم لاتباعهم. وتؤثر على رياستهم وما ينالونه من شهوات الدنيا.
وكان الله عزوجل يرسم للداعية بهذه التوجيهات منهج الدعوة ويطلعه على حكمه في هذا المنهج ويسلي قلب نبيه ص وآله عما يصيب الذين لا يهتدون اذا هاجتهم كلمة الحق فازدادوا طغيانا وكفرا. فهم يستحقون هذا المصير البائس. لان قلوبهم لا تطيق كلمة الحق في اعماقها. فمن حكمة الله ان تواجه بكلمة الحق ليظهر ما كمن فيها وما بطن ولتجهر بالطغيان والكفر ولتستحق جزاء الطغيان شدة العذاب وسوء المنقلب.
(لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ (٧٠) وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (٧١))
ـ البيان : انه تاريخ قديم. فليس موقفهم من رسول الاسلام ص وآله بالاول ولا بالاخير انهم مردوا على العصيان والاعراض. ومردوا على اتخاذ هواهم المهم لا دين الله. ولا هدى الرسل ومردوا على الاثم والعدوان على دعاة الحق والعدل. وسجل بني اسرائيل حافل