بالتكذيب والاعراض. حافل بالقتل والاعتداء حافل بتحكيم الشهوات والاهواء. ولعل من أجل ذلك ما قصه الله تعالى من تاريخ بني اسرائيل على الامة المسلمة ، في تفصيل وتطويل ، لعلها تتقي أن تكون كبني اسرائيل.
ولعل هذه الامة المسلمة تحذر مزالق الطريق التي زلقت بها بنو اسرائيل. أو لعل الواعين منها الموصولين بالله يدركون هذه المزالق البشعة المهلكة.
أو لعل ولاة الأمر في الامة المسلمة يتأسون بأنبياء بني اسرائيل حين يصطدمون بما اصطدم به انبياء بني اسرائيل. واجيال من ذراريهم المطهرين آل بيت محمد وآله واتباعهم الابرار.
او لعل ذلك يكون عظة للاجيال المقبلة من الامة المسلمة لئلا تنتهي الى ما انتهى اليه بنو اسرائيل. حين طال عليهم الامد فقست قلوبهم فتحكم فيهم الهوى ونبذوا الهدى وكذبوا دعاة الحق والعدل فريقا كذبوا وفريقا يقتلون. فعموا وصموا. فاخزاهم الله تعالى.
سبحان الله لقد فعل المنافقون والامة المسلمة كما فعل بنو اسرائيل تماما فما اذ مات نبي الاسلام حتى تحزب انصار البطل والضلال على امام الحق والعدل فسلبوه حقه الذي لم يمض سوى خمسة وسبعون يوما على مبايعته (بغدير خم).
ولم يكتفوا بهذا حتى جمعوا الحطب وهجموا على بيت نبيهم ليحرفوه على كل من فيه وفيه خيرة اهل الارض : فيه سيد الاوصياء علي بن ابي طالب (ع) الذي هو نفس النبي ص وآله ، وفيه بنت النبي سيدة نساء العالمين بدون استثناء. فعصروها خلف الباب وكسروا ضلعها واسقطوا جنينها. وفيه سيدا شباب الجنة وريحتنا ورسول الله ص وآله