بتعبيرهم اللاهوتي ـ فأكل الطعام تلبية لحاجة الجسد لا مراء فيها. ولا يكون الها من هو مفتقر الى الطعام وبدونه يهلك.
والآله الحقيقي هو القائم بذاته الغني عن كل مخلوقاته. (انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ) (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً) واختيار (ما) في التعبير ليشمل جميع المعبودات من حي وجماد. وعاقل وغير عاقل وهو تعبير بديع. في منتهى الشمول والتعميم. (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا) فمن الغلو في عيسى (ع) جاءت كل الانحرافات ومن أهواء الحكام الرومان جاءت الوثنية.
وهذا النداء الجديد هو دعوة الانقاذ لمن له عقل وارادة. وتفكير صحيح. واذا كان الاسلام لا يكره احدا من اتباع الاسلام من أهل الكتاب لا لكونهم على دين بل لتضليلهم الناس وها هو يحكم عليهم بالكفر والضلال المبين وقطع كل علاقة منهم مع الله عزوجل.
ومن هنا يتضح استحالة الولاء مع الكافرين الذين لا يؤمنون بالله الخالق العظيم الواحد الذي لا شريك له ولا ولد. وهو الموجود بذاته المستغني عن كافة مخلوقاته.
(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩) تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى الْعَذَابِ هُمْ خَلِدُونَ (٨٠)) (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِىِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَسِقُونَ (٨١))
البيان : هكذا يبدو ان تاريخ بني اسرائيل في الكفر والمعاصي واللعنة لهم عريق. وان أنبياءهم الذين ارسلوا لهدايتهم وانقاذهم. هم