الذين في النهاية تولوا لعنتهم وطردهم من هداية الله تعالى. فسمع الله دعاءهم وكتب اللعنة لهم والغضب عليهم.
والذين كفروا من بني اسرائيل هم الذين حرفوا كتبهم المنزلة من خالقهم. وهم الذين يتحاكمون الى الجبت والطاغوت وتركوا شرائع الله عزوجل. وهم الذين نقضوا عهد الله وخالفوه .. (ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) فهي المعصية والاعتداء يتصفون بهما وقد حفل تاريخ بني اسرائيل بالمعصية والاعتداء. ولم تكن المعصية والاعتداء منهم فردية. أو وقتية. بل انتهت الى ان اصبحت طابعهم الخاص في كل حياتهم (كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ) ان العصيان والاعتداء قد يقعان في كل زمان من جماعة من الشريرين المنحرفين في الارض. لكن لا تخلو من جماعة صالحين يستنكرون مثل هذه الجرائم على اهلها وفعاليها. ولكن اصبح فعل هذه الجرائم في بني اسرائيل امرا اعتياديا لا يراه احد بانه عدوان وعصيان ولا ننسى ان الاسلام غايته من ذكر جرائم بني اسرائيل ليس استنكاره منهم فقط بل ايضا تحذيره للمسلمين ان يصيبهم ما اصاب بني اسرائيل في ارتكاب الجرائم والعصيان.
والرسول ص وآله يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فان لم يقدر فبلسانه فان لم يقدر فبقلبه والابتعاد عن اهله ـ والا كان شريكا لهم في الوزر والاثم) فان لم يفعلوا ذلك استحقوا اللعنة كما استحقها بنو اسرائيل لتركهم ذلك. (كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ)
لقد كان اليهود يتولون عبدة الاصنام ويساعدونهم على حرب المسلمين ويقولون لهم انتم (أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً) (لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ) فلماذا اصبح المسلمون يفعلون