البيان : هذا الحكم الذي تضمنته الآيات الثلاث : هو أن على من يحس بدنو أجله ويريد ان يوصي لأهله بما يحضره من المال ، او يوصي لنفسه من قضاء صلاة وصيام وحج وغير ذلك ان يحضر شاهدين عدلين من المسلمين ان كان في الحضر ويسلمهما ما يريد فعله بعد موته فان ارتاب المسلمون أو ارتاب الوراث في صدق ما يبلغه الشاهدان وفي أمانتهما في اداء ما استحفظا عليه فانهم يوقفوها بعد اداء الصلاة ليحلفا بالله ـ كما ذكرت الآية ـ
ثم يقول النص : ان هذه الاجراءات أضمن في اداء الشهادة بالحق (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ).
(يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (١٠٩))
البيان : يوم يجمع الله الرسل الذين فرقهم في الزمان فذهب كل الى المكان الذي أرسل اليه والامة التي أرسلوا إليها.
انه الاستجواب المرهوب في يوم الحشر العظيم ، على مشهد الملأ الاعلى والناس أجمعين وانما يراد من هذا الاستجواب مواجهة المكذبين لرسل الله ، في ذلك العرض الاكبر ، ليعلن في موقف لاعلان أن هؤلاء الرسل الكرام انما جاؤوهم من عند الله. وان اممهم قد كذبوهم ولم يتبعوهم فيما أمروهم ، ويأتي الجواب من تلك الرسل الكرام لخالقهم العظيم :
(قالُوا لا عِلْمَ لَنا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) وذلك تأدبا بين يدي مولاهم الجليل.
(إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ