قوله : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً) : قال بعضهم : نسختها آية القتال.
قال : (وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَذَكِّرْ بِهِ) : أى بالقرآن (أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ) : قال مجاهد : أن تسلم نفس (١) (بِما كَسَبَتْ) : أى بما عملت ، أى تسلم في النار. قال : (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ) : يمنعها منه (وَلا شَفِيعٌ) : يشفع لها عنده ، وهذا الكافر. قال : (وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ) : أى إن تفتد بكلّ فدية (لا يُؤْخَذْ مِنْها) : أى لا يقبل منها.
قال الله : (أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا) : أى أسلموا في النار (بِما كَسَبُوا) : بما عملوا (لَهُمْ شَرابٌ مِنْ حَمِيمٍ) : والحميم الحارّ الذي قد انتهى حرّه. (وَعَذابٌ أَلِيمٌ) : أى موجع (بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) (٧٠) : أى يعملون.
قوله : (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا وَلا يَضُرُّنا) : أى لا نفعل (وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا بَعْدَ إِذْ هَدانَا اللهُ) : أى نرجع إلى الكفر بعد الإيمان (كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ) : أى : غلبت عليه الشياطين واستحوذت عليه (حَيْرانَ) : يعني أنّه متحيّر لا يبصر الهدى (لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا) : أى بمنزلة رجل ضلّ في فلاة ، له أصحاب كلّهم يدعونه إلى الطريق فهو متحيّر (٢).
وقال مجاهد : هو رجل حيران يدعوه أصحابه إلى الطريق ، وذلك مثل من ضلّ بعد الهدى. وقال بعضهم : هذه خصومة علّمها الله النبيّ وأصحابه يخاصمون بها أهل الضلالة.
قال الله للنبيّ : (قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدى) : وهو الذي أنت عليه. (وَأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٧١).
قوله : (وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (٧٢) : أى يوم القيامة. (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ) : أى للحقّ ، يعني الميعاد.
(وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ) : يعني يوم القيامة.
__________________
(١) وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ، ج ١ ص ١٩٤ : «(أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ) أى : ترتهن وتسلم». وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن ، ص ١٥٥ : «أن تسلم للهلكة».
(٢) في ع ود : «وهو متحيّر» ، وأثبتّ ما في ز ورقة ٩٥ : «فهو متحيّر».