بسم الله الرّحمن الرّحيم
تقديم الطبعة الثانية
هذه هي النشرة الثانية لتفسير كتاب الله العزيز ، للعلّامة الشيخ هود بن محكّم الهوّاريّ ، وقد لقيت النشرة الأولى ترحيبا يليق بقيمة هذا الكنز الثمين الذي لا يزال ـ فيما أعلم ـ أقدم تفسير جزائريّ وصل إلينا كاملا. وقد نفدت الطبعة الأولى منه ، فرغب إخوان لي كرام في أن يعاد طبعه ، ليتمّ نفعه ، ويستفيد منه المسلمون عامّة ، ومن يتصدّون للدراسات الإسلاميّة وعلوم القرآن خاصّة.
لقد مضت اثنتا عشرة سنة منذ أن أنجزت بتوفيق الله وعونه تحقيق هذا التفسير ، معتمدا على خمس مخطوطات ، جمعتها من خزائن خاصّة موجودة في وادي ميزاب بالجزائر وفي جربة بتونس. وبعد بحوث ودراسات مقارنة في مكتبات تونس والقاهرة اطّلعت على مخطوطة سادسة كنت علمت بوجودها ، ولكن تعذّر الحصول عليها ؛ تلك هي المخطوطة الموجودة الآن بمكتبة الشيخ الحاج صالح بن عمر لعلي ببني يسجن ، هي في مجلّد واحد ، بها بعض المقدّمة وتفسير الربع الأوّل كاملا ، وتنتهي بالآية ١٠٤ من سورة الأعراف. وبالمخطوطة سقط كثير وأخطاء ، وليس في آخرها تاريخ النسخ. أكّدت هذه المخطوطة ما كنت وصلت إليه في تحقيقي للكتاب ، وهو أنّ أصل هذا التفسير ليحيى بن سلّام البصري ، من علماء القرن الثاني الهجري ، وأفادتني معلومة جديدة قيّمة ، وهي أنّ الشيخ الهواريّ قد تلقّى هذا الكتاب عن حفيد المؤلّف : يحيى بن محمّد بن يحيى بن سلّام ، وزاد عليه ، وبهذا تتّضح رواية هذا التفسير عن مؤلّفه ، ويتّصل سنده بالمفسّرين الأوائل من القرنين الأوّل والثاني للهجرة.
أمّا مخطوطة القرارة التي قلت عنها : إنّ الربع الثالث غير موجود بها فقد قدّم لي صديقي