لقد طويت الألف سنة وتزيد ، قضتها المخطوطة في علم الغيب ، وعلم العارفين بأسراره سبحانه وتعالى ، يأخذ بأيديهم إليها ، ويفتح قلوبهم عليها ، خلفاء في أرضه ، وأمناء على أسراره ، ورواة آياته البيّنات ، يتوارثها الخلف عن السلف.
جزى الله خير الجزاء مفسّر كتابه الحكيم (هود بن محكّم الهوّاريّ) وجزى الله خير الجزاء محقّق هذا التفسير ومخرجه من الظلمات إلى النور.
إنّ تحقيق هذا التفسير لصفحة بيضاء في سفر الحركة الإصلاحيّة في الجزائر ، وغرّة نجلاء في جبين معهد الحياة ، في ظلّ رعاية الوالد ، أمدّ الله في أنفاسه الزكيّة.
وإنّه الوفاء ما بعده وفاء ، وأيّ وفاء لذكرى رائد الحركة الإصلاحيّة ، وباعث اليقظة الإسلاميّة ، وناشر اللغة العربيّة ، الزعيم الراحل الشيخ إبراهيم بيّوض.
وإنّه الوفاء ما بعده وفاء ، وأيّ وفاء بعد كتاب الله ، للوالد الرائد سعيد شريفي ، راعي هذه الدوحة العلميّة ، والأب الروحي لأبناء الضاد ، والأب الشرعي لكلّ جملة مفيدة تخرّجت من (معهد الحياة) فترعرعت هذه الجملة حتّى غدت تخطيطا للمصحف الشريف ، وتحقيقا لتفاسيره ، وتأليفا للكتب ، وإنجازا للرسائل العلميّة.
اللهمّ أطل في عمره ، فإنّه ظلّ من ظلالك في الأرض ، ومتّعنا برضاه ، فإنّه نفحة من رضاك ، فقد أعطى ووفّى العطاء ، وبنى وأعلى البناء ، وامتدّ عمره في التربية بين الطريف والتالد ، فتخرّج ملء يديه الحفيد والولد والوالد.
اللهمّ أطل في عمر المخلصين من عباد الله العاملين في صمت المؤمنين بك ، المحتسبين أجرهم عند كرمك. فمنك الجزاء الأوفى ، وإليك الملاذ الأبقى ، ياذا الجلال والإكرام ، إنّك سميع مجيب.
|
د. صالح الخرفي |