أعداءك ، أو اخترتهم على أصفيائك ، أو خذلت فيه أحبّاءك ، أو قصّرت فيه عن رضاك يا خير الغافرين. اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب تبت إليك منه ثمّ عدت فيه ، وأستغفرك لما أعطيتك من نفسي ثمّ لم أف به ، وأستغفرك للنّعمة الّتي أنعمت بها عليّ فقويت بها على معصيتك ، وأستغفرك لكلّ خير أردت به وجهك فخالطني ما ليس لك ، وأستغفرك لما دعاني إليه الرّخص ، فيما اشتبه عليّ ممّا هو عندك حرام ، وأستغفرك للذّنوب الّتي لا يعلمها غيرك ، ولا يطّلع عليها سواك ، ولا يحتملها إلاّ حلمك ، ولا يسعها إلاّ عفوك ، وأستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قبلي يا ربّ ، فلم أستطع ردّها عليهم ، وتحليلها منهم ، أو شهدوا فاستحييت من استحلالهم ، والطّلب إليهم ، وإعلامهم ذلك ، وأنت القادر على أن تستوهبني منهم وترضيهم عنّي كيف شئت وبما شئت يا أرحم الرّاحمين ، وأحكم الحاكمين ، وخير الغافرين.
اللهمّ إنّ استغفاري إيّاك مع الإصرار لؤم ، وتركي الاستغفار مع معرفتي بسعة جودك ورحمتك عجز ، فكم تتحبّب إليّ يا ربّ وأنت الغنيّ عنّي ، وكم أتبغّض إليك ، وأنا الفقير إليك ، وإلى رحمتك ، فيا من وعد فوفى ، وأوعد فعفا اغفر لي خطاياي ، واعف وارحم وأنت خير الرّاحمين (١).
وهذا الدعاء صفحة مشرقة من أدعية إمام المتّقين ، وسيّد العارفين الذي وهب حياته لله تعالى.
__________________
(١) الصحيفة العلوية الثانية : ٦٤ ـ ٧٠ ، نقلا عن مفاتيح النجاة للمحقّق محمّد باقر السبزواري ، وقد رواه بسنده عن الإمام أبي الحسن الرضا عليهالسلام.