إلى الهدايات ، وأوقاها من الآفات ، وأوفرها من الحسنات ، وآثرها في البركات ، وأزيدها في القسم ، وأسبغها للنّعم ، وأسترها للعيوب ، وأسرّها للغيوب ، وأغفرها للذّنوب ، إنّك قريب مجيب.
وصلّ على خيرتك من خلقك ، وصفوتك من بريّتك ، وأمينك على وحيك ، بأفضل الصّلوات ، وبارك عليهم بأفضل البركات ، بما بلّغ عنك من الرّسالات ، وصدع بأمرك ، ودعا إليك ، وأفصح بالدّلائل عليك بالحقّ المبين ، حتّى أتاه اليقين ، وصلّى الله عليه في الأوّلين ، وصلّى عليه في الآخرين ، وعلى آله وأهل بيته الطّاهرين ، واخلفه فيهم بأحسن ما خلّفت به أحدا من المرسلين يا أرحم الرّاحمين.
اللهم ولك إرادات لا تعارض دون بلوغها الغايات ، قد انقطع معارضتها بعجز الاستطاعات عن الرّدّ لها دون النّهايات ، فأيّة إرادة جعلتها إرادة لعفوك ، وسببا لنيل فضلك ، واستنزالا لخيرك ، فصلّ على محمّد وأهل بيت محمّد ، وصلها اللهمّ بدوام ، وأيّدها بتمام ، إنّك واسع الحباء ، كريم العطاء ، مجيب النّداء ، سميع الدّعاء (١).
انتهى هذا الدعاء الشريف الذي أبدى فيه الإمام تمام التذلّل والخضوع لله تعالى ، والذي أخلص له في عبادته وطاعته كأعظم ما يكون الإخلاص.
__________________
(١) البلد الأمين : ٣٧٨ ـ ٣٨٠.