عنّي طرفة عين في كلّ وقت ولم تنزل بي عقوبات النّقم ، ولم تغيّر عليّ دقائق العصم ، فلو لم أذكر من إحسانك إلاّ عفوك ، وإجابة دعائي حين رفعت رأسي بتحميدك وتمجيدك ، وفي قسمة الأرزاق حين قدّرت ، فلك الحمد عدد ما حفظه علمك ، وعدد ما أحاطت به قدرتك ، وعدد ما وسعته رحمتك.
اللهمّ فتمّم إحسانك إليّ فيما بقي من عمري ، كما أحسنت فيما مضى ، فإنّي أتوسّل إليك بتوحيدك ، وتمجيدك وتحميدك وتهليلك وتكبيرك وتعظيمك وبنورك ورأفتك ورحمتك وعلوّك وجمالك وجلالك وبهائك وسلطانك وقدرتك وبمحمّد وآله الطّاهرين ألاّ تحرمني رفدك وفوائدك ، فإنّه لا يعتريك لكثرة ما يتدفّق به عوائق البخل ، ولا ينقص جودك تقصير في شكر نعمتك ، ولا تفني خزائن مواهبك النّعم ، ولا تخاف ضيم إملاق فتكدي ، ولا يلحقك خوف عدم فينقص فيض فضلك.
اللهمّ ارزقني قلبا خاشعا ، ويقينا صادقا ، ولسانا ذاكرا ، ولا تؤمّني مكرك ، ولا تكشف عنّي سترك ، ولا تنسني ذكرك ، ولا تباعدني من جوارك ، ولا تقطعني من كلّ رحمتك ، ولا تؤيسني من روحك ، وكن لي أنيسا من كلّ وحشة ، واعصمني ونجني من كلّ بلاء ، فإنّك لا تخلف الميعاد.
اللهمّ ارفعني ولا تضعني ، وزدني ولا تنقصني ، وارحمني ولا تعذّبني ، وانصرني ولا تخذلني ، وآثرني ولا تؤثر عليّ ، وصلّ على محمّد وآل محمّد الطّيّبين الطّاهرين وسلّم تسليما كثيرا (١).
__________________
(١) مهج الدعوات : ١٠٦ ـ ١١١.