حين أدعوك ، فأنت إلهي ، أجد صنيعك عندي محمودا ، وحسن بلائك عندي موجودا ، وجميع أفعالك عندي جميلا ، يحمدك لساني وعقلي وجوارحي وجميع ما أقلّت الأرض منّي. يا مولاي أسألك بنورك الّذي اشتققته من عظمتك ، وعظمتك الّتي اشتققتها من مشيّتك ، وأسألك باسمك الّذي علا أن تمنّ عليّ بواجب شكري لنعمتك ، ربّ ما أحرصني على ما زهّدتني فيه ، وحثثتني عليه.
إن لم تعنّي على دنياي بزهد ، وعلى آخرتي بتقواي ، هلكت ، ربّي دعتني دواعي الدّنيا من حرث النّساء والبنين فأجبتها سريعا ، وركنت إليها طائعا ، ودعتني دواعي الآخرة من الزّهد والاجتهاد فكبوت لها ولم اسارع إليها مسارعتي إلى الحطام الهامد ، والهشيم البائد ، والسّراب الذّاهب عن قليل.
ربّ خوّفتني وشوّقتني ، واحتجبت عليّ فما خفتك حقّ خوفك ، وأخاف أن أكون قد تثبّطت عن السّعي لك ، وتهاونت بشيء من احتجابك. اللهمّ فاجعل في هذه الدّنيا سعيي لك وفي طاعتك ، واملأ قلبي خوفك ، وحوّل تثبيطي وتهاوني وتفريطي وكلّ ما أخافه من نفسي فرقا منك ، وصبرا على طاعتك ، وعملا به يا ذا الجلال والإكرام ، واجعل جنّتي من الخطايا حصينة ، وحسناتي مضاعفة ، فإنّك تضاعف لمن تشاء.
اللهمّ اجعل درجاتي في الجنان رفيعة ، وأعوذ بك ربّي من رفيع المطعم والمشرب ، وأعوذ بك ربّي من شرّ ما أعلم ومن شرّ ما لا أعلم ، وأعوذ بك من الفواحش كلّها ، ما ظهر منها وما بطن ، وأعوذ بك ربّي أن أشتري الجهل بالعلم كما اشترى غيري ، أو السّفه بالحلم ، أو الجزع بالصّبر ، أو الضّلالة بالهدى ،