اللهمّ وأسألك سؤال من اشتدّت فاقته ، وأنزل بك عند الشّدائد حاجته ، وعظم فيما عندك رغبته.
اللهمّ عظم سلطانك ، وعلا مكانك ، وخفي مكرك ، وظهر أمرك ، وغلب قهرك ، وجرت قدرتك ، ولا يمكن الفرار من حكومتك ...
وأعربت هذه الكلمات عن مدى تضرّع الإمام وإنابته إلى الله تعالى وخوفه منه ، ومعرفته به ، ويأخذ الإمام في دعائه قائلا :
اللهمّ لا أجد لذنوبي غافرا ، ولا لقبائحي ساترا ، ولا لشيء من عملي القبيح بالحسن مبدّلا غيرك ، لا إله إلاّ أنت سبحانك وبحمدك ظلمت نفسي ، وتجرّأت بجهلي ، وسكنت إلى قديم ذكرك لي ومنّك عليّ.
اللهمّ مولاي! كم من قبيح سترته! وكم من فادح من البلاء أقلته! وكم من عثار وقيته! وكم من مكروه دفعته! وكم من ثناء جميل لست أهلا له نشرته! ...
أمّا هذه البنود المشرقة من دعاء الإمام عليهالسلام ، فقد حكت ألطاف الله تعالى وفضله على عباده ، وذلك بغفرانه للذنوب ، وستره لقبائح الأعمال ، ونشره وإشاعته لفعل المعروف والإحسان ، وإقالته لفادح البلاء ، وغير ذلك من ألطافه ، ويستمرّ الإمام في دعائه قائلا :
اللهمّ عظم بلائي ، وأفرط بي سوء حالي ، وقصرت بي أعمالي ، وقعدت بي أغلالي ، وحبسني عن نفعي بعد آمالي ، وخدعتني الدّنيا بغرورها ، ونفسي بجنايتها ، ومطالي يا سيّدي فأسألك بعزّتك أن لا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي ، ولا تفضحني بخفيّ ما اطّلعت عليه من سرّي ، ولا تعاجلني بالعقوبة