يقوم عندك بنعمة من نعمك عليّ ، فصلّ على محمّد وآل محمّد ، واغفره لي يا خير الغافرين.
طلب إمام المتّقين من الله تعالى العفو عن الذنوب التي يترصّدها الأعداء لهتك الشخص وفضيحته ، ويقدّم الإمام عليهالسلام شكره إلى الله تعالى على ألطافه وفضله المستمرّين عليه.
٨
اللهمّ وأستغفرك لكلّ ذنب قدّمت إليك فيه توبتي ، ثمّ واجهت بتكرّم قسمي بك ، وأشهدت على نفسي بذلك أولياءك من عبادك أنّي غير عائد إلى معصيتك ، فلمّا قصدني بكيده الشّيطان ، ومال بي إلى الخذلان ، ودعتني نفسي إلى العصيان استترت حياء من عبادك جرأة منّي عليك ، وأنا أعلم أنّه لا يكنّني منك ستر ولا باب ، ولا يحجب نظرك إليّ حجاب ، فخالفتك في المعصية إلى ما نهيتني عنه ، ثمّ كشفت السّتر عنّي ، وساويت أولياءك كأنّي لم أزل لك طائعا ، وإلى أمرك مسارعا ، ومن وعيدك فازعا ، فلبّست على عبادك ، ولا يعرف بسريرتي غيرك ، فلم تسمني بغير سمتهم ، بل أسبغت عليّ مثل نعمهم ، ثمّ فضّلتني في ذلك عليهم ، حتّى كأنّي عندك في درجتهم ، وما ذلك إلاّ بحلمك وفضل نعمتك ، فلك الحمد مولاي ، فأسألك يا الله كما سترته عليّ في الدّنيا أن لا تفضحني به في القيامة يا أرحم الرّاحمين.
ويستغفر الإمام العظيم عليهالسلام من الذنوب التي يعلن فيها الإنسان توبته منها ، ثمّ يقسم على أن لا يعود إليها ، فيغريه الشيطان ويغويه على العودة إليها ، ولكنّ الله تعالى بفضله يسترها عليه ، ولم يفضحه بين عباده.