وكذلك قال : ( قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ ) (١) ، أي لعن الإنسان.
وقال : ( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى ) (٢) ، فسمّى فعل النّبيّ صلىاللهعليهوآله فعلا له ، ألا ترى تأويله على غير تنزيله؟
ومثل قوله : ( بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ ) (٣) فسمّى البعث لقاء.
وكذلك قوله : ( الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ ) (٤) ، أي يوقنون أنّهم مبعوثون ليوم عظيم ، واللّقاء عند المؤمن البعث وعند الكافر المعاينة والنّظر.
ويأخذ في إيضاح هذه الجهة أنّ المراد غير التنزيل.
وأمّا معنى قوله : ( وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) (٥) فذلك حجّة الله أقامها على خلقه ، وعرّفهم أنّه لا يستحقّ مجلس النّبيّ إلاّ من يقوم مقامه ، ولا يتلوه إلاّ من يكون في الطّهارة مثله ، لئلاّ يتّسع لمن ماسّه حسّ الكفر في وقت من الأوقات انتحال الاستحقاق بمقام رسول الله صلىاللهعليهوآله ...
وعرض الإمام عليهالسلام بعض الامور التي ترتبط بذلك.
وأمّا الأمانة الّتي ذكرتها فهي الأمانة الّتي لا تجب ولا تجوز أن تكون إلاّ في الأنبياء وأوصيائهم ؛ لأنّ الله تبارك وتعالى ائتمنهم على خلقه ،
__________________
(١) عبس : ١٧.
(٢) الأنفال : ١٧.
(٣) السجدة : ١٠.
(٤) البقرة : ٤٦.
(٥) هود : ١٧.