الكثيفة (١) من تصاريف الرياح موجودة ، والمواد كثيرة متهيئة لقبول الصورة ، ولما لم (٢) يكن في الأرض مواضع موجودة بهذه الأوصاف ، جعلت (٣) أرحام إناث هذه الحيوانات على هذه الأوصاف من اعتدال الطباع ، لكيما إذا انتشرت في الأرض تناسلت وتوالدت ، حيث كانوا. وأكثر الناس يتعجبون من كون الحيوانات من الطين. ولا يتعجبون من كونها في الرحم من ماء مهين ؛ وهي أعجب وأعظم في القدرة. ونحن الآن نعود إلى تمام قول (٤) الحكيم قال :
ثم يكون الألف السابع الذي يرافد فيه القمر زحل ، وهو ألف سعادة وعبادة ، مثال الخلق الآخر. وانتهى دور السبعة الأولة من السبعة الآلاف التي هي دوره ، فيكون في هذه الألف السابع الأمور العجيبة ، والشخوص السعيدة ، والقرانات المحمودة ، في الملك والسلطان ، والعدل والإحسان ، وتجريد التوحيد والأديان ، وابتداء دور الكشف في هذا الأوان.
فلمّا وفت السبعة الآلاف التي تولى أمرها زحل ، ابتدأ دور المشتري من الخمسين الذي هو لزحل ، فتولى منهما بسبعة الآلاف سنة ، وكذلك المريخ ولجميع الأفلاك السبعة إلى ما يكون التمام بدور القمر ، ولكل دور منها حكم وتقدير وتدبير ، من السميع البصير ؛ إلى وفاء تسعة وأربعين ألف سنة. وكمل دور زحل.
ثم ابتدأ دور المشتري خمسين ألفا ، واختص منها بسبعة آلاف سنة ،
__________________
(١) بالعرف الإسماعيلي المواضع الكثيفة أي المواضع المظلمة السفلية ، لأن من هبط من عالم الصفاء يهبط نتيجة للكثافة التي تصيبه ، لأنه من شأن كل كثيف الهبوط ومن شأن اللطيف الصعود والعلو.
(٢) اختلاف كبير بين النص المنقول وبين النص في الرسالة.
(٣) جعلت : سقطت في ج.
(٤) قول : سقطت في ج. وهنا يعني بالحكيم صاحب رسائل اخوان الصفاء.