ورافده كل كوكب على ما بينا إلى وفاء خمسين ألف سنة ، إلى ما يكون المنتهي سبعة آلاف زحل ، ثم كان للمريخ «خمسون ألفا إلى ما يكون المنتهى دور المشتري ، وكذلك للشمس خمسون ألفا إلى ما يكون منها دور المريخ ، وللزهرة خمسون ألفا وينتهي ذلك إلى الشمس ، ولعطارد خمسون ألفا منتهى دور الزهرة» (١) وللقمر خمسون ألفا إلى منتهى دور عطارد.
ثم وفاء الكور وابتداء دور زحل على ما ذكرناه في أول الكلام ، وفسدت الخلقة ، وتراكمت الغيوم والثلوج ، وغشي الطوفان ، فيكون الأمر على حالة (٢) الأول بعد وفاء سبعة أيام ، لأن كل كوكب يوم ، وله خمسون ألفا من الكور ، فذلك كذلك أبدا سرمدا فسبحان من هذه القدرة قدرته ، وهذه الحكمة مشيئته ، ولا إله إلّا هو استغفره وأو من به ، وأتوكل عليه ، واستجير به من الحور بعد الكور ، وهو رجوع الكواكب من افتراقها إلى موضع اقترانها أولا فيه.
ولكل دور من هذه الكواكب حكم وتدبير وتقدير ، من ظهور وبطون ، وكشف وستر ، وفعل وانفعال ، والأمهات تستحيل بجزئياتها ، والمواليد بكلياتها ، والعناية الإلهية تديرها وتدبرها ، وتكورها وتدورها ، وتحوزها لخلاصها ، ولا خلاص لها إلّا من القامة الألفية ، لأنها الصراط بين الجنة والنار.
ونحن الآن نرجع القول على ظهور أهل المغارات الذين تقدم القول عليهم ، وظهور الفاضل بالنور الكامل وكيفية الارتقاء ، والمعاد ، والقول على الحجب النورانية في عالم الدين ، وعلى المحتجب الحق الذي لا يغيب طرفة عين.
__________________
(١) سقطت الكلمات المحصورة داخل قوسين من ج وط.
(٢) حالة : سقطت في ج.