من مضيق الأحشاء ، وحصول تمامية الدور السابع وخروج العلم إلى الفعل في أيامه.
وهذا الفصل أوضح ما شرحناه في أول كتابنا هذا من صعود النفس في عالم الدين إلى الباب الذي هو المجمع الأدنى في الأدوار الصغار ، وتكون النفوس كأن لكل نفس منها غنية في ذاتها باجتماعها في المجمع للتمام وتوارد الصور ليتم الخلق الجديد الديني فتكون صورة واحدة ، إما نبي ، وامّا وصي ، وامّا إمام ، كما قال : فيصير الكل ، أعني الأنفس الحاصلة في الوجود ، كصورة شخص واحد هي منها كالأعضاء الكثيرة التي للشخص البشري.
قال : وبجميع تلك الأنفس تتم الصور التي هي النشأة الآخرة والخلق الجديد ، وهذا القول ينتظم (١) المجمع الأدنى والمجمع الأعلى ، فالإمام عليهالسلام هو الخلق الجديد ، وذلك أنّك إذا عددت الممثول من عالم الدين وقابلت به النشأة الأولى من حد السلالة إلى الخلق الآخر الطبيعي فعد مقابله مؤمنا ومكاسرا ومطلقا (٢) وداعيا وحجة وبابا ، وهو ممثول اللحم ، فالخلق الآخر الإمام (صلوات الله عليه) (٣) باجتماع الصور إلى الباب ممثول اللحم وظهورها عنه شخصا واحدا مقاما لطيفا نورانيا ، وتمت الأعضاء فتم كتمام الأعضاء في الجسم البشري ، فالباب رحم الآخرة ، وكذلك ممثوله في صعود أهل الدور الكبير إلى المجمع الأعلى ، وتوارد الأعضاء العقلية الانبعاثية إليه.
فآدم ومن صفا من أهل الدور ممثول السلالة وممثول المؤمن ، ونوح وأهل دوره مثل النطفة ومثل المكاسر ، وإبراهيم وأهل دوره مثل العلقة
__________________
(١) ينتظم : ينظم في ج.
(٢) يقصد رتبة الداعي المطلق وهي أرفع رتبة معروفة اليوم لدى المستعلية بفرعيها السليماني والداهودي.
(٣) صلوات الله عليه : (عليهالسلام) في ط.