ومثل المطلق ، وموسى وأهل دوره مثل المضغة ومثل الداعي ، وعيسى وأهل دوره مثل العظام ومثل الحجة ، ومحمد صلوات الله عليه وآله وأهل دوره مثل اللحم ومثل الباب ، والقائم صلىاللهعليهوآلهوسلم الخلق الآخر بالحقيقة ومثل الإمام ؛ فيكون أهل الأدوار السبعة كشخص واحد ، وتلك الصور المجتمعة كالأعضاء لتمام الشخص أوضح ذلك بقوله : كما أن بتلك الأعضاء يتم هذا الشخص الثاني الذي هو الخلق الآخر ، ويسري روح القدس فيها بانبعاث صاحب الدور السابع فيقوي الكل على العبور من مضائق الأجسام (١) والحصول في الصفحة الأعلى منها كما يسري روح الحس في الشخص عند عبورها من مضائق الأحشاء وحصول تمامية الدور السابع ، وخروج العلم إلى الفعل في أيامه إلى قوله :
وانبعاث صاحب الدور السابع وقيامه بالفعل ، وإنّما لا يمكن العبور بانفراد النفس «ووحدانها إلّا معا ولا النفوذ لأجله لكون الأنفس» (٢) في وجودها للنشأة الآخرة والخلق الجديد جارية مجرى الأعضاء التي بها يكون الشخص الذي هو النشأة الأولى وحاجتها في كمالها إلى أمثالها ، فإنها بأفرادها ليست تبلغ كمالها كمالا كلّيا فتكون محيطة بكون ما شمله الوجود ، وإنّما تبلغ من الكمال بعضا ، فيكون بالكل حصول الكل. وهذا الفصل أيضا صرح بجميع ما قدمناه في صدر كتابنا هذا وضربه المثل بأن الجسم لا يكمل إلّا بكمال جميع الأعضاء التي لا عذر له منها من قلبه ، وما هو معه من الأعضاء الكثيرة في البطن وفي الرأس وما يجمع ، ومثل اليدين والرجلين ، وبتمام ذلك وكماله يقدر على العبور إلى دار الحس بسريان الحياة الحسية فيه التي هي الخلق الآخر.
__________________
(١) الأجسام : الأجساد في ج.
(٢) سقطت الجملة الموضوعة داخل قوسين من ج.