العذاب الأدنى ذكره الله تعالى إلى قيام القائم ، فإذا حان قيامه استخرجت نفوس الظلمة من أول الزمان والأضداد مثل نفس الحارث بن مرة ضد آدم ، وقابيل وعوج (١) وعناق ومثل يغوث ويعوق ونسرا (٢). ومثل النمرود بن كنعان ، وفرعون وهامان ، وقارون (٣) ويهودا. ومثل أبي لهب وأبي جهل بن هشام ، وأبي بن خلف. ومثل الفحشاء والمنكر والبغي ومثل اللعناء معاوية وعمرو بن العاص ، ويزيد بن معاوية ، ومروان بن الحكم وولده عبد الملك وأتباعهم وأشباههم من بني أمية المراق ، وآل العباس الفساق ، وجذبها مغناطيسها الذي هو التنين ، وصارت فيه إلى أوان ذلك. ثم أنزلت إلى الأرض وتشبثت بما يأكله البشر «إلى ما تعود نطفا ، ثم إلى القامة الألفية فتنحصر» (٤) وهي بخلق مشوهة منكرة موحشة مقفرة ، عند ظهور القائم ، صلىاللهعليهوآلهوسلم بحضور المقامات الفاضلة ، فتباكت على ما فعلت وقدمت. ثم يؤمر بقتلهم ، وأتباعهم يكونون في المسبوخ.
ثم تعود إلى السحيق ، ثم تستحيل جميعا تلك الأضداد المردة ومن سار بسيرهم أو أحبهم ، أو تعصب لهم ومعهم ، وهي تتصاعد بخارا ودخانا ، وهي تجتمع إلى البرزخ الظلماني الذي هو العقدة النحسة ضد النيرين وهذا بالعيان أنّه يضاد مركز النوراني المجتمع عند النيرين. إذا العداوة حاصلة وذلك بالبرهان الجلي أن جلود الوحوش مثل الأسود والذياب إذا عمل منها جلد لبعض آلة الريح ، وضرب عليه (٥) تخرقت جلود الطبل والصحاف ، وإن ترك منها جلدين في جلود الأنعام تحركت وانتفضت وهي ميتة ، للعداوة الأصيلة الواقعة على الحي والميت. فإذا صارت مجتمعة بكليتها أهبطت ظلمانية
__________________
(١) عوج : عود في ط.
(٢) ونسرا : في نسل في ط.
(٣) قارون : سقطت في ط.
(٤) سقطت هذه الجملة المحصورة بين قوسين من النسخة ج.
(٥) عليه : سقطت في ط.