عنه ، وسها ، وتلك الفترة منه بغير قصد منه ولا عمد.
والذين هبطوا (١) ، قصدوا التخلف وتعمدوه ، وفطنوا لذلك منه ، فجعلوا ذلك لهم صورة. وإنّما هو التزام بالحد الجليل السابق اسم الله الأعظم ، وحجابه الأقدم. فلم يجب في العدل سقوطه ، بل عرضت عليه ولاية حده ، وسلب الإلهية للمبدع تعالى ، فلم يصر ، ولم يستكبر ، ورجع إلى ما ألهم إليه.
وهم لم يلتزموا بأي العقول ، بل وقع الإصرار ، الشاهد بذلك ، ما جاء عن النطقاء بغير قصد ولا عمد ، ورجوعهم وتوبتهم عمّا نهوا عنه. وإصرار التابعين لهم عن طاعة أسسهم ، بالمبدع الأول مثل الناطق ، والمنبعث الأول مثل الأساس ، الذي تخلف عنه الصحابة الذين أمروا بطاعته (٢). وكذلك عالم الهيولى ، منهم من أسر في خاطره بحقيقة المبدع ولم ينطق به ؛ وبعضهم جحده مثل من لم يسلم إلّا نفاقا. وهم الذين عصوه في أمره ، الحذو بالحذو.
فالمسرون من ذلك العالم بالإقرار بالمبدع الأول سرّا ما بين العزة واليقين (٣) ، فبقي عليهم بذلك بقية كانوا بها في أعلى مراتب الطبيعة التي هي
__________________
ـ العدد ، عاشرا في الرتبة ، وحصل له بتلك المادة ولجميع العقول السابقة عليه الكمال الثاني والوجود الثاني الذي به تأزلوا وعصموا وأمنوا من الاستحالة والفناء. فلما تاب العاشر واتصلت به المادة بشفاعة من سبقه من تلك العقول وهي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ، لأنه آدم الروحاني الذي قال الله فيه «فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم» فقيل له حينئذ أقبل على المقتدين بك في التخلف ، فادعهم وخلصهم مما وقعوا فيه.
(١) وهم المكني عنهم بالهيولى الأولى.
(٢) يعني بذلك الذين تخلفوا من صحابة رسول الله (ص) ولم يقروا بوصية الأساس الذي هو أمير المؤمنين وسيد الأوصياء علي بن أبي طالب ع. م.
(٣) يريد أولئك الذين لم يعترفوا بفضل السابق في الوجود عليهم فقالوا : لا فضل له علينا لأننا كلنا ابداع المبدع تعالى أبدعنا سواء. لذلك أظلمت ذواتهم بعد إنارتها. فلما شعروا بما أصابهم ـ