من بقية عاد يقال لهم : العمالقة ، ورأسهم عوج بن عنق ، وقيل : بلقاء ، وقال مجاهد : بيت المقدس ، وقال الضحاك : هي الرملة والأردن وفلسطين وتدمر.
وقال مقاتل : إيليا ، وقال ابن كيسان : الشام ، (فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً) : موسعا عليكم ، (وَادْخُلُوا الْبابَ) ، يعني : بابا من أبواب القرية ، وكان لها سبعة أبواب (سُجَّداً) ، أي : ركّعا خضعا منحنين.
وقال وهب : فإذا دخلتموه فاسجدوا شكرا لله تعالى ، (وَقُولُوا حِطَّةٌ) ، قال قتادة : حطّ عنا خطايانا ، أمروا بالاستغفار ، وقال ابن عباس : لا إله إلّا الله ، لأنها تحطّ الذنوب ، ورفعها على تقدير : قولوا مسألتنا حطة ، (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ) : من الغفر وهو الستر (١) ، فالمغفرة : تستر الذنوب ، وقرأ نافع بالياء وضمّها وفتح الفاء ، وقرأها ابن عامر بالتاء وضمّها [وفتح الفاء](٢) ، وفي الأعراف (٣) قرءا جميعا ويعقوب بالتاء وضمّها ، وقرأ الآخرون فيهما : بنصب النون وكسر الفاء ، (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) : ثوابا من فضلنا (٤). (فَبَدَّلَ) : فغيّر (الَّذِينَ ظَلَمُوا) : أنفسهم ، وقالوا : (قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) ، وذلك أنهم بدّلوا قول الحطة بالحنطة فقالوا بلسانهم : حطانا (٥) سمقاثا ، أي : حنطة حمراء استخفافا بأمر (٦) الله تعالى.
وقال مجاهد : طوطئ لهم الباب ليخفضوا رءوسهم فأبوا أن يدخلوها سجدا فدخلوا يزحفون على أستاههم مخالفة في الفعل ، كما بدّلوا القول وقالوا قولا غير الذي قيل لهم.
[٥٦] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا إسحاق بن نصر ، أنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبّه أنه سمع أبا هريرة يقول :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قيل لبني إسرائيل : ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ، فبدّلوا فدخلوا يزحفون على أستاههم (١) وقالوا حبة في شعرة» ، (فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ) ، قيل : أرسل الله عليهم طاعونا فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفا ، (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) : يعصون ويخرجون من أمر الله تعالى.
(وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى) : طلب السقيا (لِقَوْمِهِ) ، وذلك أنهم عطشوا في التيه فسألوا موسى أن يستسقي لهم ففعل ، فأوحى [الله](٧) إليه كما قال : (فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ) وكانت من آس الجنّة طولها
__________________
[٥٦] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، تفرد البخاري عن إسحاق وهو ابن إبراهيم بن نصر البخاري السّعدي ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، عبد الرزاق هو ابن همام صاحب «المصنف» وشيخه معمر هو ابن راشد.
هو في «صحيح البخاري» (٤٦٤١) عن إسحاق بن نصر بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٣٤٠٣ و ٤٤٧٩ ومسلم ٣٠١٥ والترمذي ٢٩٥٦ وهمام بن منبه ١١٦ وأحمد ٢ / ٣١٨ والطبري ١٠١٩ وابن حبان ٦٢٥١ من حديث أبي هريرة.
(١) الاست : الورك.
__________________
(١) في المخطوط «والمغفرة».
(٢) زيد في نسخ المطبوع.
(٣) في المطبوع «قرأ» وهو خطأ.
(٤) في المخطوط «عندنا».
(٥) في المخطوط «هطا».
(٦) في المخطوط «غير ما أمر» بدل «استخفافا بأمر».
(٧) زيد لفظ الجلالة من المخطوط ونسخة ـ ط ـ ولفظ «إليه» ليس في المخطوط ، وهو مثبت في نسخ المطبوع.