الباطلة التي يتمنّونها على الله عزوجل ، مثل قولهم : (لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) [البقرة : ١١١] ، وقولهم : (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) [البقرة : ٨٠] ، وقولهم : (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) [المائدة : ١٨] ، فعلى هذا (لا) يكون بمعنى (لكن) ، أي : لا يعلمون الكتاب لكن يتمنون أشياء لا تحصل لهم ، (وَإِنْ هُمْ) ، وما هم (إِلَّا يَظُنُّونَ) ، يعني : وما [هم إلّا](١) يظنون ظنا وتوهما لا يقينا ، قاله قتادة والربيع ، وقال مجاهد : يكذبون.
قوله عزوجل : (فَوَيْلٌ) ، قال الزجاج : «ويل» كلمة تقولها العرب : لكل واقع في هلكة ، وقيل : هو دعاء الكفار على أنفسهم بالويل والثبور ، وقال ابن عباس : شدّة العذاب ، وقال سعيد بن المسيب : ويل واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لانماعت (٢) ولذابت من شدّة حره (٣).
[٦٨] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله [بن أبي توبة ، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث ، أنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي ، أنا عبد الله بن محمود ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله](٤) الخلال ، أنا عبد الله بن المبارك عن رشدين (٥) بن سعد عن عمرو بن الحارث أنه حدّث عن أبي السمح (٦) عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :
عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره ، والصعود جبل من نار يتصعّد فيه سبعين خريفا ثم يهوي فهو كذلك» ، (يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) ، وذلك أن أحبار اليهود خافوا ذهاب مأكلهم وزوال رياستهم حين قدم النبيّ صلىاللهعليهوسلم المدينة ، فاحتالوا في تعويق اليهود عن الإيمان به فعمدوا إلى صفته في التوراة ، وكانت صفته فيها : حسن الوجه حسن الشعر أكحل العينين ربعة [القامة](٧) ، فغيّروها وكتبوا مكانها طوال أزرق
__________________
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «ط» ومن «شرح السنة» (٤٣٠٥)
(٥) في الأصل «راشيد» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التراجم.
(٦) في الأصل «السمع» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التراجم.
[٦٨] ـ ضعيف. إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد وأبي السمح في روايته عن أبي الهيثم ، وأبو السمح اسمه درّاج بن سمعان وأبو الهيثم هو سليمان بن عمرو العتواري.
وهو في «شرح السنة» (٤٣٠٥) بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي ٣١٦٤ وأحمد ٣ / ٧٥ وأبو يعلى ١٣٨٣ وابن حبان ٧٤٦٧ والحاكم ٤ / ٢٩٦ و ٥٠٧ والطبري ١٣٨٧ والبيهقي في «البعث» (٥١٣) كلهم من طريق دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري به ، وبعضهم اقتصر على ذكر واد الويل فقط ، ولم يذكر جبل الصعود.
والحديث صححه الحاكم! ووافقه الذهبي! مع أنه من رواية درّاج عن أبي الهيثم ، وهي واهية ، قال الذهبي في مواضع أخر في تلخيص المستدرك : دراج ذو مناكير.
وقال في «الميزان» (٢ / ٢٤) : قال أحمد : درّاج أحاديثه مناكير. وقال عثمان بن سعيد عن ابن معين : ثقة ، قال فضلك الرازي : ما هو ثقة ولا كرامة.
النسائي : منكر الحديث. وقال أبو حاتم : ضعيف.
وقال الحافظ في «التقريب» في دراج : في روايته عن أبي الهيثم ضعف.
ـ وضعفه الترمذي بقوله : غريب. وكذا ضعفه ابن كثير في «تفسيره» (١ / ١٢١) بقوله : هذا منكر.
__________________
(١) في المطبوع «وما يظنون إلا ظنا ...».
(٢) في المخطوط «لماعت» وليس فيه «ولذابت».
(٣) في المطبوع «حرّها».
(٧) زيد في المطبوع.