ومعرفتهما ، وكانت قصتهما على ما :
ع [٧٢] ذكر ابن عباس والمفسّرون : أن الملائكة رأوا ما يصعد إلى السماء من أعمال بني آدم الخبيثة في
__________________
ع [٧٢] ـ لا أصل له في المرفوع. وإنما هو من الإسرائيليات.
عزاه المصنف لابن عباس وغيره من أهل التفسير.
ـ وورد مرفوعا من وجوه متعددة منها حديث ابن عمر أخرجه الطبري ١٦٩١ وابن الجوزي في «الموضوعات» (١ / ٨٦) والذهبي في «الميزان» (٣٥٦٧) من طريق سنيد بن داود عن فرج بن فضالة ، عن معاوية بن صالح عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا ، وهذا إسناد ساقط. قال ابن الجوزي : هذا حديث لا يصح ، والفرج بن فضالة قد ضعفه يحيى ، وقال ابن حبان : يقلب الأسانيد ، ويلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة ، وأما سنيد ، فقد ضعفه أبو داود ، وقال النسائي : ليس بثقة ا ه. وقد استغربه ابن كثير في «تفسيره» (١ / ١٤٣) جدا.
ـ وورد من وجه آخر أخرجه أحمد ٢ / ١٣٤ والبزاز (٢٩٣٨) «كشف» وابن حبان ٦١٨٦ والبيهقي ١ / ٤ ـ ٥ كلهم من طريق يحيى بن أبي بكير عن زهير بن محمد عن موسى بن جبير ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا بنحوه وأتم ، وهذا إسناد ساقط ، زهير بن محمد مختلف فيه ، وقد ضعفه غير واحد ، واتفقوا على أنه روى مناكير ، والظاهر أن هذا منها ، فقد خالفه موسى بن عقبة ، وهو أوثق منه وأحفظ ، فجعله عن ابن عمر عن كعب الأحبار. كذا أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» (٩٧) وعنه الطبري ١٦٨٧ كلاهما عن الثوري ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن كعب الأحبار ، وهذا إسناد كالشمس ، لا غبار عليه البتة.
وكرره الطبريّ ١٦٨٨ عن عبد العزيز بن مختار ، عن موسى به ، وقد قدح في رفع الحديث البزار والبيهقي وغيرهما.
قال البزار عقب الحديث : رواه بعضهم عن نافع ، عن ابن عمر موقوفا ، وإنما أتى رفع هذا عندي من زهير لأن لم يكن بالحافظ.
وكذا ذكر البيهقي ، وهو الذي اختاره ابن كثير في «تفسيره» (١ / ١٤٣) والعجب أن البيهقي أخرجه في «الشعب» (١٦٣) عن موسى بن جبير ، عن موسى بن عقبة به مرفوعا ، لكن فيه محمد بن يونس الكديمي ، وهو متروك كذاب ، والحمل عليه في هذا الحديث.
ثم كرره البيهقي ١٦٤ عن ابن عمر ، عن كعب الأحبار ، وصوّبه.
ـ وورد حديث ابن عمر من وجه آخر. أخرجه ابن مردويه كما في «تفسير ابن كثير» (١ / ١٤٣) وإسناده ساقط فيه موسى بن سرجس ، وهو مجهول ، وفيه هشام بن علي بن هشام ، وثقه ابن حبان وحده على قاعدته في توثيق المجاهيل ، وسعيد بن سلمة ، وإن روى له مسلم فقد ضعفه النسائي ، وجهله ابن معين.
ـ ولحديث ابن عمر شاهد من حديث علي أخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» (١ / ١٨٥ ـ ١٨٦) وقال : موضوع والمتهم به مغيث. قال الأزدي خبيث كذاب.
ـ وبهذا الإسناد أخرجه ابن مردويه كما في «تفسير ابن كثير» (١ / ١٤٣) وكرره ابن مردويه من وجه آخر ، وفيه جابر الجعفي ، وهو متروك ، وقد كذبه أبو حنيفة رحمهالله.
قال الحافظ ابن كثير : لا يصح ، وهو منكر جدا.
ـ وقد جاء موقوفا ومقطوعا ، فقد أخرجه الطبري ١٦٨٤ عن ابن عباس ، وفيه أبو شعبة العدوي ، وهو مجهول ، وكرره الطبري ١٦٨٥ عن ابن مسعود وابن عباس ، وفيه علي بن زيد ضعيف روى مناكير.
ـ وكرره برقم ١٦٨٦ عن علي ، وقد استغربه ابن كثير ١ / ١٤٣ جدا ، وأعله ابن حزم في «الملل» بعمير بن سعيد واتهمه بهذا الحديث ، وأنه كذب.
ـ وكرره الطبري ١٦٨٧ عن ابن عمر ، عن كعب الأحبار ، بإسناد كالشمس وقد تقدم.
وكرره ١٦٨٩ عن السدي قوله و ١٦٩٠ عن الربيع قوله و ١٦٩٢ عن مجاهد قوله ، وهو الراجح.
فهو باطل مرفوعا ، وإنما هو عن كعب الأحبار ، وعنه أخذه مجاهد وغيره ، ولا أصل له في المرفوع ، ولهذا لم يروه البغوي مرفوعا ، وقد قدح بصحته ابن العربي في «أحكام القرآن» حيث قال : إنما سقنا هذا الخبر لأن العلماء رووه ودونوه ، وتحقيق القول أنه لم يصح سنده.