مصعب [عن مالك](١) عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أنه قال : قمت وراء أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان كلهم [كان لا يقرأ](٢) بسم الله الرّحمن الرّحيم إذا افتتح الصلاة.
ع [٢٧] قال سعيد بن جبير عن ابن عباس : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم لا يعرف ختم السورة حتى نزلت (١) بسم الله الرّحمن الرّحيم. وعن ابن عباس (٢) قال : كنا لا نعلم فصل ما بين السورتين حتى تنزل بسم الله الرحمن الرحيم.
ع [٢٨] وقال الشعبي : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يكتب في بدء الأمر على رسم قريش باسمك اللهم حتى نزلت (٣)(وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها) [هود : ٤١] ، فكتب باسم الله حتى نزلت (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) [الإسراء : ١١٠] ، فكتب بسم الله الرحمن حتى نزلت آية (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣٠)) [النمل : ٣٠] فكتب مثلها.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣))
قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) لفظه خبر كأنه يخبر أن (٤) المستحق للحمد هو الله عزوجل وفيه تعليم الخلق ، تقديره : قولوا الحمد لله ، والحمد يكون بمعنى الشكر على النعمة ويكون بمعنى الثناء عليه بما فيه من الخصال الحميدة ، يقال حمدت فلانا على ما أسدى إليّ من نعمة ، وحمدته على علمه وشجاعته ، والشكر لا يكون إلا على النعمة ، والحمد أعم من الشكر إذ لا يقال : شكرت فلانا على علمه ، فكل حامد شاكر وليس كل شاكر حامدا ، وقيل : الحمد باللسان قولا والشكر بالأركان فعلا ، قال الله تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) [الإسراء : ١١١] ، وقال : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً) [سبأ : ١٣] ، يعني : اعملوا الأعمال لأجل الشكر ، فشكرا مفعولا له وانتصب باعملوا.
قوله : (لِلَّهِ) اللام فيه للاستحقاق كما يقال الدار لزيد قوله : (رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣)) ، فالرب يكون بمعنى المالك كما يقال لمالك الدار : ربّ الدار ، ويقال : ربّ الشيء إذا ملكه ، ويكون بمعنى التربية والإصلاح يقال : ربّ فلان الصنعة (٥) يربها إذا أتمها وأصلحها ، فهو ربّ مثل طب وبر ، فالله تعالى مالك العالمين ومربّيهم ، ولا يقال للمخلوق : هو الرب معرفا ، إنّما يقال : ربّ كذا مضافا ، لأنّ الألف واللام للتعميم ، وهو لا يملك الكل ، والعالمين : جمع عالم [والعالم جمع](٦) لا واحد له من لفظه ، واختلفوا في العالمين.
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «شرح السنة» وكتب التخريج.
(٢) ما بين المعقوفتين في الأصل «كانوا لا يقرءون» والتصويب عن «الموطأ» و «صحيح مسلم» و «شرح السنة».
ع [٢٧] ـ أخرجه أبو داود ٧٨٨ والحاكم ١ / ٢٣١ عن ابن عباس به ، وصححه الحاكم على شرطهما ، ووافقه الذهبي ، وله علة فقد كرره الحاكم من وجه آخر عن ابن عباس ، وصدره «كان المسلمون لا يعلمون ...» ليس فيه ذكر النبي صلىاللهعليهوسلم ، وهو أقرب ، وإسناده صحيح والله أعلم. وانظر «تفسير الشوكاني» (٢٢) بتخريجي.
ع [٢٨] ـ يأتي في سورة النمل : [٣٠) إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) في المطبوع «ينزل».
(٢) في المطبوع «مسعود».
(٣) في المطبوع «نزل».
(٤) في المطبوع «عن» بدل «أن».
(٥) في المطبوع «الضيعة».
(٦) زيد في المطبوع.