الماء في اللبن إذا هلك وغاب ، و «غير» هاهنا بمعنى لا ، ولا بمعنى غير ، ولذلك جاز العطف [عليها](١) ، كما يقال : فلان غير محسن ولا مجمل ، فإذا كان غير بمعنى سوى ، فلا يجوز العطف عليها بلا ، لا يجوز في الكلام : عندي سوى عبد الله ولا زيد ، وقرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه (٢) : «غير المغضوب عليهم وغير الضالين» ، وقيل : المغضوب عليهم : هم اليهود. والضالون : هم النصارى. لأن الله تعالى حكم على اليهود بالغضب ، فقال : (مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ) [المائدة : ٦٠] ، وحكم على النصارى بالضلال فقال : (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ) [المائدة : ٧٧].
وقال سهل بن عبد الله : غير المغضوب عليهم بالبدعة ولا الضالين عن السنة ، والسنة للقارئ أن يقول بعد فراغه من قراءة الفاتحة : «آمين» ، مفصولا عن الفاتحة بسكتة ، وهو مخفف ويجوز ممدودا ومقصورا ، ومعناه اللهم اسمع واستجب ، وقال ابن عباس وقتادة : معناه كذلك يكون ، وقال مجاهد : هو اسم من أسماء الله تعالى ، وقيل : هو طابع الدعاء ، وقيل : هو خاتم الله على عباده يدفع به الآفات عنهم ، كخاتم الكتاب يمنعه من الفساد وظهور ما فيه.
[٣٠] أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد بن القاضي ، وأبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي قالا : أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني ، ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه :
أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا قال الإمام : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) ، فقولوا : آمين ، فإن الملائكة يقولون (٣) : آمين ، وإن الإمام يقول : آمين ، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه» صحيح.
__________________
[٣٠] ـ صحيح. محمد بن يحيى هو الذهلي خرج له البخاري ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، عبد الرزاق هو ابن همام صاحب المصنف ، ومعمر هو ابن راشد والزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب ، وابن المسيب هو سعيد ، وهذا إسناد كالشمس.
وهو في «شرح السنة» (٥٩٠) بهذا الإسناد.
رواه المصنف من طريق عبد الرزاق ، وهو في «المصنف» (٢٦٤٤) عن معمر بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٧٨٠ و ٧٨٢ و ٦٤٠٢ ومسلم ٤١٠ وأبو داود ٩٣٦ والترمذي ٢٥٠ والنسائي ٢ / ١٤٤ وابن ماجه ٨٥٢ ومالك ١ / ٨٧ والشافعي في «المسند» (١ / ٧٦ ـ ٧٧) وأحمد ٢ / ٢٣٣ وابن خزيمة ٥٦٩ وابن حبان ١٨٠٤ والبيهقي ٢ / ٥٧ من طرق كلهم من حديث أبي هريرة.
(١) زيد في المطبوع.
(٢) في المطبوع تقديم وتأخير هاهنا مخلّ بالمعنى.
(٣) في المطبوع «تقول» وفي ـ ب ـ «تقولون».