والصراط المستقيم : قال ابن عباس وجابر : هو الإسلام وهو قول مقاتل ، وقال ابن مسعود : هو القرآن.
ع [٢٩] وروي عن علي مرفوعا «الصراط المستقيم كتاب الله».
وقال سعيد بن جبير : طريق الجنة ، وقال سهل بن عبد الله : طريق السنة والجماعة ، وقال بكر بن عبد الله المزني : طريق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال أبو العالية والحسن : رسول الله وصاحباه (١) ، وأصله في اللغة الطريق الواضح.
(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (٧))
(صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ) أي : مننت عليهم بالهداية والتوفيق ، قال عكرمة : مننت عليهم بالثبات على الإيمان والاستقامة وهم الأنبياء عليهمالسلام ، وقيل : هم كل من ثبّته الله على الإيمان من النبيين والمؤمنين الذين ذكرهم الله تعالى في قوله : (فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ) [النساء : ٦٩] الآية.
وقال ابن عباس : هم قوم موسى وعيسى عليهماالسلام قبل أن يغيّروا دينهم ، وقال عبد الرحمن : هم النبي ومن معه ، وقال أبو العالية : هم الرسول صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، وقال عبد الرحمن بن [زيد](١) : رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأهل بيته ، وقال شهر بن حوشب : هم أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم [وأهل بيته](٢).
قرأ حمزة «عليهم ولديهم وإليهم» بضم الهاء (٣) ، ويضم يعقوب كل هاء قبلها ياء ساكنة تثنية وجمعا إلا قوله : (بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ) [الممتحنة : ١٢] ، وقرأ الآخرون بكسرها (٤) ، فمن ضم الهاء ردها إلى الأصل لأنها مضمومة عند الانفراد ، ومن كسر (٥) فلأجل الياء الساكنة والياء أخت الكسرة ، وضم ابن كثير وأبو جعفر كل ميم جمع [ضما](٦) مشبعا في الوصل إذا لم يلقها ساكن ، فإن لقيها ساكن فلا يشبع ، ونافع يخفف (٧) ، ويضم ورش عند ألف القطع ، وإذا لقته (٨) ألف وصل وقبل الهاء كسرة أو ياء ساكنة ضم الهاء والميم حمزة والكسائي وكسرهما أبو عمرو ، كذلك يعقوب إذا انكسر ما قبله ، والآخرون [يقرءون](٩) بضم الميم وكسر الهاء لأجل الياء أو لكسر ما قبلها وضم الميم على الأصل.
قوله : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) يعني : غير صراط الذين غضبت عليهم ، والغضب هو إرادة الانتقام من العصاة ، وغضب الله تعالى لا يلحق عصاة المؤمنين إنما يلحق الكافرين.
(وَلَا الضَّالِّينَ) أي : وغير الضالين عن الهدى ، وأصل الضلال الهلاك والغيبوبة ، يقال : ضل
__________________
ع [٢٩] ـ انظر الحديث المتقدم برقم : ٥ ، والراجح فيه الوقف.
(١) في الأصل «زيدان» وهو تصحيف.
__________________
(١) زيد في المطبوع «وآله».
(٢) زيد في المطبوع.
(٣) في المطبوع «هاءاتها».
(٤) في المطبوع «بكسرهما».
(٥) في المطبوع «كسرها».
(٦) سقط من المطبوع.
(٧) في المطبوع «يخير».
(٨) في المطبوع «تلقته».
(٩) زيد في المطبوع.