قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا هل من مشمّر للجنة ، وإن الجنة لا خطر لها ، وهي ـ وربّ الكعبة ـ نور يتلألأ وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ونهر مطرد (١) ، وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة ومقام ابد في دار سليمة [وفاكهة](٢) خضرة وحبرة ، ونعمة في محلة عالية بهية» ، قالوا : نعم يا رسول الله نحن المشمّرون لها ، قال : «قولوا : إن شاء الله» ، قال القوم : إن شاء الله.
ع [٤٤] وروي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أهل الجنة جرد مرد كحل لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم».
[٤٥] وأنا أبو بكر محمد بن عبد الصمد الترابي ، أنا الحاكم أبو الفضل الحدادي أنا أبو يزيد محمد بن يحيى ، أنا إسحاق الحنظلي أنا أبو معاوية أنا عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد (٣) عن علي قال :
__________________
(١) مطّرد : أي جار عليها. من اطّرد الشيء أي تبع بعضه بعضا وجرى.
(٢) كذا في الأصل ، وأما عند ابن ماجه وغيره ، فقد ورد ذكر «الفاكهة» بعد قوله «ونهر مطّرد».
ع [٤٤] ـ حديث جيد قوي بمجموع طرقه وشواهده.
أخرجه الترمذي ٢٥٣٩ والدارمي ٣٨٢٩ وأبو نعيم في «صفة الجنة» (٢٥٦) من حديث أبي هريرة ، ومداره على شهر بن حوشب وهو كثير الإرسال والتدليس ، وقد عنعن وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ا ه.
ـ وورد من طريق آخر عند أحمد ٢ / ٢٩٥ و ٤١٥ وابن عدي ٥ / ١٩٨ والطبراني في «الصغير» (٨٠٨) وفي «الأوسط» (٥٤١٨) والبيهقي في «البعث» (٤٦٣ و ٤٦٥) وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان ، وهو ضعيف.
وقال الهيثمي في «المجمع» (١٠ / ٣٩٩) : وإسناده حسن وفي الصحيح بعضه ا ه.
ـ وله شاهد من أنس بن مالك أخرجه الطبراني في «الصغير» (١١٦٤) وابن أبي داود في «البعث» (٦٥) وأبو نعيم في «الحلية» (٣ / ٥٦) والبيهقي في «البعث» (٤٦٢).
وفي إسناده هارون بن رئاب ، وهو ثقة ، لكن مختلف في سماعه من أنس كما في التهذيب.
ـ وله شاهد آخر من حديث معاذ بن جبل أخرجه الترمذي ٢٥٤٥ وأحمد ٥ / ٢٣٢ و ٢٣٩ و ٢٤٣ وأبو نعيم في «صفة الجنة» (٢٥٧) وفي إسناده شهر بن حوشب. وهو حسن الحديث في المتابعات.
وقال الترمذي : حسن غريب ، وبعض أصحاب قتادة رووا هذا عن قتادة مرسلا ، ولم يسندوه ا ه.
ـ وحديث أبي هريرة حسّنه لشواهده الأرناءوط في «جامع الأصول» (٨٠٨١) وهو حديث حسن صحيح ، ولأصله شواهد.
[٤٥] ـ إسناده ضعيف جدا ، فيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي ، وهو ضعيف ، متروك الحديث. وشيخه النعمان بن سعد مجهول. والوهن فقط في صدره ، أما عجزه فله شواهد.
وهو في «شرح السنة» (٤٢٨٤) بهذا الإسناد. لكن جعله موقوفا.
وورد مرفوعا وأخرجه الترمذي ٢٥٥٠ و ٢٥٦٤ وابن أبي شيبة ١٣ / ١٠٠ ـ ١٠١ وعبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» (١ / ١٥٦) وأبو يعلى ٢٦٨ وابن عدي ٤ / ٣٠٥ وأبو نعيم في «صفة الجنة» (٤١٨) وابن الجوزي في «الموضوعات» (٣ / ٢٥٦) وفي «العلل المتناهية» (١٥٥٥) والبيهقي في «البعث» (٤١٨) من حديث علي بن أبي طالب ، وقال الترمذي : هذا حديث غريب ا ه وكذا استغربه العراقي في تخريج الإحياء ٤ / ٥٢٥ ، وهذا توهين منهما للحديث.
وقال ابن الجوزي : هذا حديث لا يصح ، والمتهم به عبد الرحمن بن إسحاق ، أبو شيبة الواسطي. قال أحمد : ليس بشيء منكر الحديث ، وقال يحيى : متروك ا ه. قلت : الوهن فقط في صدره ، وأما عجزه ، وهو غناء الحور العين إلخ ، فله شواهد لكنها ضعيفة. راجع «الترغيب والترهيب» (٤ / ٤٤٧) فصل «غناء الحور العين» ، وكذا «المجمع» (١٠ / ٤١٩).
(٣) وقع في الأصل «سعيد» والتصويب من كتب التراجم.