من مقولة الإضافة ، بل هو صفة حقيقية ثابتة ، والإضافة تتعلق به ، وهذه الإضافة أمر قد يؤخذ ، وقد لا يؤخذ ، فالأول طريقي ، والثاني صفتي.
إلّا أنّ هذا البيان الثاني غير تام ، لأنّه لا يحلّ الإشكال.
وتوضيح ذلك يكون ببيان نكتتين.
١ ـ النكتة الأولى : هي أنّ الإضافة على قسمين.
أ ـ القسم الأول : هو الإضافة المقولية الّتي هي عين مقولة الإضافة ، والّتي هي أمر طارئ على الصفات الحقيقيّة ذات الإضافة.
والإضافة المقولية ، عبارة عن نسبة قائمة بين شيئين ، لكل منهما وجود مستقل عن الآخر في نفسه ، غايته أنّه أخيف أحدهما إلى الآخر وارتبط به ، فتسمى بالإضافة المقولية ، من قبيل ، الأبوة ، والبنوة ، فالأب له وجود مستقل في نفسه ، والبنوة لها وجود مستقل في نفسها ، ثمّ وقعت إضافة بينهما.
ب ـ القسم الثاني : ويسمّى بالإضافة التحليلية ، وقد يسمّى بالإضافة الإشراقية لبعض الاعتبارات ، ونريد بالتحليلية ، أنّ المضاف والمضاف إليه ليس لكل منهما وجود مستقل غير الآخر ، بل المضاف إليه قد يكون وجوده بنفس المضاف ، من قبيل إضافة الوجود إلى الماهية ، فيقال : الإنسان موجود ، فهذا الوجود ، وجود للإنسان ، فيضاف الوجود للإنسان ، إذ ليس للإنسان وجود مستقل في مقابل هذا الوجود ، بل هذا الوجود هو عين تحقق الإنسان خارجا ، أي أنّه بحسب الواقع ليس هناك إلّا شيء واحد نحلّله إلى ماهية ، ووجود ، ثمّ نوقع الإضافة بينهما ، فهذه إضافة تحليلية اعتبارية وليست مقولية.
٢ ـ النكتة الثانية : هي أنّ العلم له إضافتان ، إضافة إلى المعلوم بالذات ، وإضافة إلى المعلوم بالعرض ، والعلم قد يكون مطابقا للواقع ، وقد لا يكون مطابقا.