إذن ، فالسؤال هنا ، هو أنّه ، ما هو موضوع حق الطاعة ، وما هي دائرة حق المولوية؟.
وهنا يوجد ثلاث تصورات في البداية.
١ ـ التصور الأول : هو أن يكون موضوع حق الطاعة والمولوية هو تكاليف المولى الموجودة بوجوداتها الواقعية النّفس الأمرية ، سواء وصلت أو لم تصل ، علم بها أم لم يعلم ، وبناء على هذا ، حينئذ ، يلزم أن يكون حق الطاعة للمولى غير ثابت في موارد التجرّي ، لأنّ تمام موضوع حق الطاعة هو التكليف بوجوده الواقعي النّفس الأمري والمفروض عدم وجوده في موارد التجري ، إذن فحق الطاعة بهذا التصور لا يشمل موارد التجري.
لكن قد عرفت سابقا أنّ هذا التصور غير صحيح في نفسه ، لأنّ لازمه تحقّق المعصية في موارد مخالفة التكليف الواقعي ولو لم يكن منجزا ، بل حتّى إذا كان قاطعا بعدمه ، لأنّه أيضا يكون حق الطاعة ثابتا ، لأنّ تمام الموضوع محفوظ حتّى مع العلم بعدمه ، وهذا غير معقول.
٢ ـ التصور الثاني : وهو عكس الأول ، وذلك بأن يقال : بأنّ حق الطاعة والمولوية ، تمام موضوعها هو ، إحراز التكليف بمنجز من المنجزات العقلية أو الشرعية ، سواء كان هناك تكليف في الواقع أو لم يكن ، إذن ، فالإحراز هنا هو تمام الموضوع.
وبناء عليه : يكون حق الطاعة ثابت وشامل لموارد التجرّي ، لأنّ تنجز التكليف ثابت ومحرز فيها بالقطع المنجز عقلا وإن لم يكن موجودا في الواقع ، وعليه : فحق المولوية يكون مسلوبا هنا وهو ظلم ، والظلم قبيح ، وهو مورد التجري.
٣ ـ التصور الثالث : وهو تصور وسط بين التصورين السابقين ،