وحدّثنا صباح بن محمّد النهدي قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن حفص قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، قال : حدّثنا موسى بن عثمان الحضرمي عن الأعمش ، عن مجاهد :
عن ابن عبّاس رضي الله عنه في قوله تعالى : (سلام على
__________________
ـ قراءة ابن محيصن وأبي رجاء : «سلام على الياسين» بغير همز. [في قوله : «إلياسين»]. قال أبو علي [الفارسي] : من قرأ «آل ياسين» فحجته أنها في المصحف مفصولة من «ياسين».
وفي فصلها دلالة على أنّ «آل» هو الذي تصغيره أهيل.
وقال الزجاج : من قرأ «الياسين» فإنه جمع «الياس» جمع هو وأمته والمؤمنين ، وكذلك يجمع ما ينسب الى الشيء بلفظ الشيء تقول : رأيت المسامعة والمهالبة تريد بني المسمع وبني المهلب ، وكذلك [تقول :] رأيت المهلبين والمسمعين.
وفيها وجه آخر وهو أن يكون إلياس وإلياسين» لغتان كما قيل : ميكال وميكائيل.
وقال أبو علي : هذا [الذي أفاده الزجاج] لا يصحّ لأنّ ميكال وميكائيل لغتان في اسم واحد ، وليس احدها مفردا والآخر جمعا كإلياس وإلياسين ، وإدراس وإدراسين ومثله [قوله الشاعر :] «قدني من نصر الخبيبين قدي» أراد [من قوله الخبيبيين»] عبد الله [بن الزبير] ومن كان على رأيه ، فكذلك [يراد من قولهم] «إلياسين وإدراسين» من كان من شيعته وأهل دينه على إرادة ياء النسب [و] التقدير «إلياسيين وإدراسيّين» فحذف كما حذف من سائر هذه الكلم التي يراد [بها] الصفة كالاعجمين والاشعرين.
وساق رحمهالله الكلام إلى أن قال : قال ابن عباس : «آل ياسين» آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلموياسين من أسمائه.
أقول : ومثل ما قاله ابن عباس قد ورد عن عليّ وغير واحد من أئمة أهل البيت عليهمالسلام بل ورد عن عمر بن الخطاب أيضا كما رواه السيد هاشم البحراني رحمهالله في تفسير الآية الكريمة من تفسير البرهان : ج ٤ ص ٣٣ ط ٢. ـ