|
وأعِنّي عَلى تَرْبِيَتِهِمْ وَتَأدِيبِهِمْ وَبِرّهِمْ ، وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ مَعَهُمْ أوْلاداً ذُكُوراً ، وَاجْعَلْ ذلِكَ خَيْراً لي ، وَاجْعَلْهُمْ لي عَوْناً عَلى ما سَألْتُكَ . |
هذا الجزء من الدعاء واضح لا يحتاج إلى الشرح والتفسير ، وأيضاً تقدم بالحرف أو بالمضمون في هذا الفصل وغيره ، ولذا نكتفي بالإشارة إلى المراد من بعض المفردات ، والفرق بين عطف الوالد على ولده ، وعطف هذا على أبيه ، ثم نذكر ما يهدف إليه الإمام بإشارة خاطفة .
( عضدي ) العضد : الساعد وهو من المرفق إلى الكتف ، والمراد به هنا القوة والمساعدة ، قال سبحانه : « سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ـ ٣٥ القصص » أي يساعدك ويعينك ( أودي ) : ثقلي وحملي ، قال عز من قائل : « وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ـ ٢٥٥ البقرة » أي لا يثقله حفظهما ( حدبين ) : مشفقين .
بين عطف الوالد والولد
أوصى سبحانه الولد
بوالديه ، وأمره بالعطف عليهما ، ولم يوص الوالد بشيء من ذلك . والسر واضح ، لأن الولد بضعة من الوالد بل هو نفسه ولا عكس ، قال الإمام أمير المؤمنين (ع) لولده الإمام الحسن (ع) : « وجدتك بعضي ، بل وجدتك كلي حتى لو أن شيئاً أصابك أصابني » وكتب ولد لوالده : جُعلت فداك . فكتب إليه والده : لا تقل مثل هذا ، فأنت على يومي أصبر مني على يومك . ومن الأمثال عندنا في جبل عامل : قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر . وقال سبحانه : « إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ـ ١٤ التغابن » وما قال : إن من آبائكم