|
دِمَائِنَا ، لا يَغْفُلُ إنْ غَفَلْنَا ، وَلا يَنْسى إنْ نَسينَا ، يُؤمِنُنَا عِقابَكَ ، وَيُخَوّفُنَا بِغَيْرِكَ ؛ إنْ هَمَمْنَا بِفَاحِشَةٍ شَجّعَنَا عَلَيْهَا ، وَإنْ هَمَمْنَا بِعَمَلٍ صالِحٍ ثَبّطَنَا عَنْهُ ، يَتَعَرَّضُ لَنَا بِالشّهَواتِ ، وَيَنْصِبُ لَنَا بالشّبُهَاتِ ، إنْ وَعَدَنَا كَذَبَنَا ، وَإنْ مَنّانَا أخْلَفَنَا ، وَإلَّا تَصْرِفْ عَنّا كَيْدَهُ . . . يُضِلّنَا ، وَإلَّا تَقِنَا خَبَالَهُ . . . يَسْتَزِلّنَا . أللّهُمَّ فَاقْهَرْ سُلْطَانَهُ عَنّا بِسُلْطانِكَ ، حَتّى تَحْبِسَهُ عَنّا بكَثْرَةِ الدّعَاءِ لَكَ فَنُصْبِحَ مِنْ كَيْدِهِ في الْمَعْصومينَ بِكَ . |
( وأعذني وذريتي . . . ) واضح ، وتقدم بالحرف في الدعاء ٢٣ ( فانك خلقتنا وأمرتنا . . . . ) خلق سبحانه الإنسان ، ومنحه العقل والقدرة والحرية ، وبهذا العناصر الثلاثه مجتمعة يستحق الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية ( ورهبتنا عقابه ) أي خوفتنا عقاب عصيان ما أمرتنا به نهيتنا عنه ( وجعلت لنا عدواً ) وهو الوسواس الخناس الذي يغلي في الصدور من الحقد والحسد والعزم على غيرهما من المآثم . . . والدليل على إرادة هذا المعنى قوله : أسكنته صدورنا ، وأجريته مجاري دمائنا ، أما قوله : ( سلطته منا على ما لم تسلطنا عليه ) فمعناه أن هذا الواسواس الخبيث لا هو يذهب من تلقائه ، ولا نحن نستطيع الفرار منه . . . وهذا صحيح لا ريب فيه ، ومن أجل ذلك لا يحاسب سبحانه ويعاقب على أي شيء يدور ويمور في النفس من الإفكار والنوايا السوداء إلا إذا ظهرت وتجسمت في قول أو فعل .