المسلمة .
وكان يستلذ المصائب والعذاب في سبيل مبدئه الحنيف ، فتلقى السجن والزنزانات برحابة صدره وبنفس صابرة محتسبة ، اذ تعلم أن ذنبها الوحيد ، الدعوة الى الله ، وجريمتها صيحة الحق والعدالة دَوّت في الضمائر ، أرسلها بلا هوادة تصرخ في وجوه الحُكّام الذين يحكمون المسلمين في البلاد الإسلاميّة : أن طبّقوا الإسلام ، وَدَستورنا القرآن ، وحكومتنا الله وعباده الصالحين ، لا شرقية ولا غربيّة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء .
أيها البطل المجاهد فقيدنا الغالي ، لقد صبرتَ وصابَرتَ حتى أنتصرتَ وتحملتَ المشقة والعناء وكابدت الرُّهق والبأسَ ، ومع ذلك وقفتَ شامخاً على قمةِ الأعتزاز ورفضت أن تطلب العفو من الظالمين ، في بطولة المؤمن الذي فنى في حبّ الله ورسوله وأهل بيته عليهم السلام .
وحب الحق والعدالة والحرية الإنسانيّة ، وما هي الّا تربية المدرسة الأسلاميّة الخالدة التي يخرج منها كبارنا الأعلام على مرّ الدهور وتعاقب الأجيال .
فخرجت من السجن عزيزاً كريماً رغم أنف الظالمين ، موثوق الصلة بالسماء وربّها الرحيم .
ولدت مع المحرومين
وعشت مع المستضعفين ، وتركت قلبك مع الفقراء ، ومنذ عنفوان شبابك كانت البراءة ترافق عيناك وانقضت