وذاك ليلة الثورة الإسلاميّة في ايران الحبيبة ليلة ( ٢١ بهمن ) حينما ذهبوا الأفلاذ الى مسجد جمكران ، مسجد صاحب الزمان ـ قريب قم المقدسة ـ ليدعوا لقائدهم المفدّى الأمام الخميني العظيم وثورته الأسلاميّة المجيدة بالنصر والنجاح ، فوافاهم الأجل عشيّة الجمعة قريباً من المسجد الشريف ، وجرعوا كأس الشهادة وسبحوا في دمائهم الطاهرة ، كي يسقوا شجرة الأسلام بالدماء ، ويرفعوا راية الأسلام خفاقة عالية ترفرف على ربوع العالم بأجسادهم الملطخة بالدماء الزكيّة عليهم سلام الله وقدس أرواحهم البريئة الطاهرة ، وأسكنهم مع أبيهم وحشرهم مع جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله في فسيح جناته وفردوسه الأعلى مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
ومن أخلاقه البارزة حبّه وولعه في طلب العلم وطموحه في طلب العلى والمعارف الساميّة ، والعمل المتواصل ليل نهار بلا فتور ولا جمود .
انه كان مع الشعب إذ يرى نفسه من الشعب والى الشعب يفكر في الجماهير اكثر ممّا كان يفكر بنفسه ، وحتى عائلته يجالس الجاهل ليعلّمه ، والعالم ليذكّره ، والفقير ليواسيه ، والغني ليوصيه بالفقراء ، والمقاتل في سبيل الله ليقوى معنوياته ، والشاب ليثقفه ، والجميع يعاشرهم بودٍّ وشفقةٍ ورحمةٍ ليهديهم الصراط المستقيم ويرشدهم الى أحكام القرآن وقوانين الأسلام .