مبن دلالة شيخوخة الإجازة بالنسبة للنجاشي على الوثاقة :
ذكر النجاشي في ترجمة بعض الرواة ما يستفاد منه عدم روايته عن الضعفاء ، وأن النجاشي يوثق جميع مشايخه ، وأنه لا يروي إلا عمن يوثقه (١) ومن هذه العبارات :
ـ في ترجمة محمد ابن عبيد الله الجوهري قال: رأيت هذا الشيخ وكان صديقا لي ولوالدي وسمعت منه شيئا كثيرا ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا وتجنبته.
ـ وفي ترجمة آخر قال : وكان في أول أمره ثبتأ ثم خلط ورأيت جل أصحابنا يغمزونه ويضعفونه ... رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا ثم توقفت عن الرواية عنه إلا بواسطة بيني وبينه.
ومثل تلك العبارات كثيرة في كتابه مما استفاد منها العلماء والمحققون أنها تدل على وثاقة مشايخ الإجازة بالنسبة للنجاشي. وقد صرح بذلك كثير من علمائنا کصاحب المعالم والبهائي وبحر العلوم والخوئي وغيرهم ، وفي واقع الأمر لم أر ـ فيما اطلعت عليه من مصادر ـ من المحققين المتقدمين أو المتأخرين من رد هذا الأمر ، وربما يصح القول بكون وجود إجماع علی دلالة شيخوخة الإجازة على الوثاقة. وعلى هذا تتم وثاقة ابن أبي جيد فلا يوجد من رد رواية لوجود ابن أبي جيد في السند بل أطلقوا على الروايات التي في سندها ابن أبي جيد ـ مع ثبوت وثاقة جميع رجال السند على أنهما روایات صحيحة ، وعليه نخلص إلى أن ابن أبي جيد شيخ جليل وثقة.
__________________
(١) راجع كتاب ، دروس تمهيدية في الصفحات التالية : ـ ـ .