٥ ـ إبراهيم ابن هاشم :
ذكرنا فيما سبق أنه عند ذكر إبراهيم ابن هاشم سنتطرق إلى قرائن غير ما ذكرناه في بداية البحث لإثبات وثاقة الراوي وها نحن نشرع في ذلك. إبراهيم ابن هاشم هو والد علي ابن إبراهيم المتقدم ، ويقول العلامة فيه : (لم أقف لأحد من أصحابنا على قول في القدح فيه ولا على تعديله بالتنصيص والروايات عنه كثيرة والأرجح قبول قوله) نعم لم يرد من قبل الطوسي أو النجاشي أو الكشي تنصيصا صريحا بتوثيقه ، بل غاية ما ذكره الطوسي والنجاشي أنه كوفي انتقل إلى قم وأصحابنا يقولون إنه أول من نشر حديث الكوفيين في قم.
ومن هذه العبارة استفيد مدح الرجل من دون توثيقه ، ومن هنا عد بعض الأصحاب الروايات التي يقع في سندها إبراهيم ابن هاشم حسنة لا صحيحة ، ولكن ـ كما قلنا ـ توجد بعض القرائن التي بمفردها أو مضمومة إلى غيرها تعطينا وتوصلنا إلى نتيجة مفادها وثاقة الرجل وجلالة قدره ، ومنها :
١) أن ولده كثير الرواية عنه جدا ، وقد قال في مقدمة التفسير أنهلا يروي تفسيره إلا عن الثقات ، وقد تمسك بهذا الرأي السيد الخوئي في معجم رجال الحديث ، ونقله الأيرواني في كتابه أيضا ، فلا يحتمل أن هذا الإكثار قد تحقق مع عدم الوثاقة.
٢) من الثابت المنصوص أن نشر حديث الكوفيين في قم كان من قبل إبراهيم ابن هاشم ، وكذلك من الثابت تاريخي تشدد المدرسة القمية فيمن يقبلون رواياته من عدمه ، بل تنقل قصص أنهم كانوا ينفون من قم من لا يرتضون قوله ، فيرد الكلام بعد ذلك : (إن نشر حديث الكوفيين في مدرسة قم المعروفة