تحرير محل الزراع:
إن زيارة عاشوراء لا تشتمل على سب أو شتم ، وإن كان الملعونون کیزید وعمر ابن سعد وشمر وغيرهم مستحقين لهذا الطعن والقطع ، بل الزيارة تشتمل على اللعن واللعنات للظالمين إما بالاسم صريحا أو تلميح.
وعلى هذا تسقط كل الدعاوى الواردة على الزيارة باشتمالها سبا أو شتم ... فإن الدعوى القائلة : كيف يصر أهل البيت (ع) في المداومة علی الزيارة بما تشمله من سب والقرآن يقول (ولا تسبوا ...) الآية ،. نقول : بأن هذا مصادرة ، فإن الزيارة لا سب فيها ولا شتم بل هي تحوي اللعن، والفرق بينهما واضح.
لذا نريح أنفسنا من الخوض فيما يقال على الزيارة من ناحية (السب والشتم)، فكل ما يقال هو أجنبي عن المقام وغريب عنه ، ويبقى الكلام في اللعن فقط.
والإشكال الذي يورده البعض حول اللعن والذي يمكن أن يناقش هو ما تقدم من كلام أبي المعالي الجويني الذي ذكره ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ص . حيث قال : ما الذي ألزمنا وأوجب علينا أن نلعن أحدا من المسلمين أو نبرأ منه ، وأي ثواب في اللعن والبراءة ... إلى آخره ـ كما تقدم ـ.
وهنا يمكن القول : إن دفع ذلك من وجهين : أولهما : نقضي ، والآخر : حلي. أما النقضي إن نفس صاحب هذه المقولة ينقل ويعتقد بكثير من الروايات والقصص التي تخدم البحث وعلى النقيض من عقيدته ، حيث نقل روايات كثيرة تشمل اللعن ... وليس هذا مهم ـ فيما أظن ـ إنما الرد