مقام الخضوع والانقياد والعبوديّة الّتي كنهها الربوبيّة إذ مربوب وبيان بدو خلقهم وكينونتهم ، وميمنتهم ، وعلمهم ، ومعرفتهم بالنورانيّة وتصرّفهم في الملك والملكوت ، واختصاصهم بمزايا الّتي اصطفاهم الله لمعرفتها وعلم الخلفاء والتقلّب في القوالب المثاليّة ، وعلم طيّ الزمان والمكان والقرائة ، وسائر الحركات ، وعلم نشر كلّ ذلك وعلم التكسير والإكسير والجفر والجامعة وصحيفة جدّتنا فاطمة الزهراء (روحي لها الفداء ، وعلى أبيها وبعلها وبنيها وعليها أفضل الصلاة والثناء) وعلم البلايا والمنايا ، ومعرفة الأنساب وفصل الخطاب ، ومعرفة حقائق هذه العلوم وغيرها من غرائب علومهم وعجائب أحوالهم وأطوارهم في جميع النشئات ، وفي هذه النشأة السفلية الناسوتيّة الّتي كانوا مخلوقين قبلها بألوف من السنين بل كان نور نبيّنا خاتم النبيّين (صلىاللهعليهوآله أجمعين) مقدّما في الخلق على نور خاتم الوصيّين الّذي هو عينه ونفسه حيث خلقهم الله تعالى نورا واحدا بثمانين ألف سنة من سني الربوبيّة الّتي كلّ يوم منه كألف سنة ممّا تعدّون فما ظنّك بتقدّمهم على غيرهم من المنغمسين في الغواسق الظلمانيّة الهيولانيّة الّتي تتقدّم خلق أرواحها عليها بأربعة آلاف عام أو بسبعين ألف عام ، ومعرفة المراتب الأربعة للعقل النظري والعملي وإبطال العقول العشرة ، وبيان العقول الجزئيّة الّتي هي من رؤوس المشيّة وبيان الأرواح الخمسة الّتي خامسها روح القدس ، وبيان حقيقتها ورتبتها وتأييدها ، ومغايرتها ، للروح الّتي هي من أمر الربّ ، وأقسام النفوس الأربعة الّتي هي نامية نباتيّة ، وحسيّة حيوانيّة ، وناطقة قدسيّة ، وكليّة الهيّة ، والسبعة الّتي هي الأمّارة ، والملهمة ، واللّوّامة ، والمطمئنّة ، والرّاضية ، والمرضيّة ، والفائزة ، وكيفيّة تزكية النفس ورياضتها بالتخلّي من الرّذائل والتحلّي بالفضائل ، وبيان تبعيّة التشريع للتكوين ، وسبب التكليف ، وبعث الأنبياء ونصب الأوصياء ، وحقيقة العصمة ، وتجلّيها على