والمذاكرة به تسبيح ، والعمل به جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة الى الله تعالى ، لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنة ، والمؤنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدّث في الخلوة ، والدليل على السرّاء والضرّاء والسلاح على الأعداء ، والزّين عند الأخلّاء ، يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم ، ويهتدي بفعالهم ، وينتهى الى رأيهم ، وترغب الملائكة في خلّتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلاتها تبارك عليهم يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر ، وهو امه وسباع البر وأنعامه ، إنّ العلم حياة القلوب من الجهل وضياء الأبصار من الظلمة ، وقوّة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار ، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلى في الآخرة والاولى ، الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يطاع الرّب ويعبد ، وبه توصل الأرحام ، وبه يعرف الحلال والحرام ، العلم امام العمل والعمل تابعه يلهمه السعداء ، ويحرّمه الأشقياء ، فطوبى لمن لا يحرمه الله منه حظّه (١).
وفيه عنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم): العالم بين الجهّال كالحيّ بين الأموات ، وإنّ طالب العلم ليستغفر له كل شيء حتى حيتان البحر وهو امه ، وسباع البر وأنعامه فاطلبوا العلم ، فانه السبب بينكم وبين الله (٢).
وفي «غوالي الليالي» (٣) عنه عليهالسلام ، من خرج من بيته يلتمس بابا من
__________________
(١) أمالي الشيخ الطوسي ـ بحار الأنوار ـ ط الاخوندي ج ١ ص ١٧١.
(٢) أمالي الشيخ الطوسي ـ بحار الأنوار ـ ط الاخوندي ج ١ ص ١٧٢.
(٣) غوالي الليالي ـ بحار الأنوار ـ ط الاخوندي ج ١ ص ١٧٧.