المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) (١).
فقالت العلماء : أراد الله تعالى بذلك الأمّة كلّها ، فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن فقال الرّضا (عليهالسلام) : لا أقول كما قالوا ولكنّي أقول أراد الله (عزوجل) بذلك العترة الطّاهرة إلى أن قال المأمون : من العترة الطّاهرة؟ فقال الرّضا (عليهالسلام) : الّذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٢) ، وهم الذين قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : إنّي مخلّف فيكم الثّقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض فانظروني كيف تخلّفوني فيهما أيّها الناس لا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم.
قالت العلماء : أخبرنا يا أبا الحسن من العترة أهم الآل أم غير الآل؟
فقال الرضا (عليهالسلام) : هم الآل فقالت العلماء : هذا رسول الله يؤثر منه أنّه قال : أمّتي آلي وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الّذي لا يمكن دفعه آل محمّد أمّته فقال أبو الحسن (عليهالسلام) : أخبروني هل تحرم الصّدقة على الآل؟ قالوا : نعم قال (عليهالسلام) : فتحرم على الأمّة؟ قالوا : لا ، فقال (عليهالسلام): هذا فرق بين الآل والأمّة ، ويحكم أين يذهب بكم أضربتم عن الذّكر صفح أم أنتم قوم مسرفون أما علمتم أنّه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم ، قالوا : ومن أين يا أبا الحسن؟ فقال (عليهالسلام) : من قول الله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ
__________________
(١) فاطر : ٣٥.
(٢) الأحزاب : ٣٣.