مِنْهُمْ فاسِقُونَ) (١) ، فصارت النبوّة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين (٢).
وفيه عن النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أنّه قال : إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض كهاتين ، وضمّ بين سبّابتيه فقام اليه جابر بن عبد الله فقال : يا رسول الله من عترتك؟ قال (عليهالسلام) : علي والحسن والحسين والأئمّة من ولد الحسين الى يوم القيمة (٣).
وعن «الجمع بين الصحاح الستّة» نقلا عن «صحيح» أبي داود السجستاني وهو كتاب «السنن» ، وعن «صحيح» الترمذي عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم): إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أحدهما أعظم من الأخر وهو كتاب الله حبل ممدود من السّماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلّفوني في عترتي (٤).
قال سفيان : أهل بيته هم ورثة علمه ، لأنّه لا يورث من الأنبياء إلّا العلم أهل بيته المقتدون به والعاملون بما جاء به لهم فضلان.
وعن ابن المغازلي الشافعي في «المناقب» عن زيد بن أرقم قال : أقبل نبيّ الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من مكّة في حجّة الوداع حتّى نزل بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة فأمر الدوحات ، فقمّ ما تحتهنّ من شوك ثمّ نادى الصلاة جامعة ، فصلّى بنا الظّهر وخطب إلى أن قال في خطبته : ألا وإنّي فرطكم وأنتم تبعي توشكون أن تردوا علي الحوض فأسئلكم حين تلقوني عن ثقليّ كيف خلّفتموني فيهما قال فأعيل
__________________
(١) الحديد : ٢٦.
(٢) عيون أخبار الرضا ج ١ ص ٢٢٩.
(٣) بحار الأنوار ج ٧ ص ٣٠ ط. القديم.
(٤) بحار الأنوار ج ٧ ص ٢٣ ط. القديم عن الطرائف.