علينا (١) ما ندري ما يقول الآن حتّى قام رجل من المهاجرين قال بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ما الثقلان؟ قال (عليهالسلام) : الأكبر منهما كتاب الله تعالى سبب بيد الله تعالى وطرف بأيديكم فتمسّكوا به ولا تزلّوا ولا تضلّوا والأصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم ، فإنّي قد سئلت الله اللّطيف الخبير فأعطاني أن يردا علي الحوض كهاتين وأشار بالمسبّحة ولو شئت قلت : كهاتين بالسبّابة والوسطى ناصرهما لي ناصر وخاذلهما ليّ خاذل ، ووليّهما ليّ وليّ وعدوّهما ليّ عدوّ ، ألا فإنّها لن تهلك أمّة قبلكم حتّى تدين بأهوائها وتظاهر علي نبيّها وتقتل من قام بالقسط منها ، ثمّ أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليهالسلام) فرفعها فقال من كنت وليّه فهذا وليّه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه قالها ثلاثا (٢) الخطبة.
الى غير ذلك من الأخبار الّتي يغنينا عن التعرّض لها اشتهارها وتواترها وتكرّرها في أصول الفريقين.
وهذا الخبر هو الّذي أشار اليه مولانا أمير المؤمنين (عليهالسلام) في خطبته الّتي رواها في «النهج» وفيها فأين تذهبون؟ وأنّى تؤفكون؟ والأعلام قائمة والآيات واضحة ، والمنار منصوبة. فأين يتاه بكم (٣)؟ وكيف تعمهون (٤)؟ وبينكم عترة نبيّكم ، وهم أزمّة الحق ، والسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ،
__________________
(١) قال الجوهري في الصحاح : ج ٥ ص ١٧٨١ : علت الضالة أعيل عيلا وعيلانا فأنا عائل : إذا لم تدر أي وجهة تبغيها ـ بحار الأنوار : ج ٣٧ ص ١٨٥ ط. الآخوندي ـ
(٢) بحار الأنوار ج ٣٧ ص ١٨٤ ط. الآخوندي عن عمدة ابن بطريق والطرائف.
(٣) يتاه بكم من التيه بمعنى الضلال والحيرة.
(٤) تعمهون : أي تحيرون.