صلبور فيكون تنفيساً عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ما وجد في نفسه الكبيرة من جهة فعالهم وهدماً لمحالهم (١).
وقد ذهب إلى ذلك الفخر الرازي بقوله: الكوثر أولاده صلىاللهعليهوآله؛ لأنّ هذه السورة نزلت ردّاً على من عابه بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مَرّ الزمان، فانظر كم قُتِلَ من أهل البيت ثم العالَم ممتلئ منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يُعبأ به. (٢)
وبالفعل فإنّ الإحصائيات تشير إلى أنّ سدس سكّان المغرب العربي مثلاً هم من بني فاطمة عليهاالسلام من السادة الحسنيين؛ أي بنسبة خمسة ملايين من مجموع ثلاثين مليوناً.
وهذا أظهر مصاديق الكوثر المشار إليه في الآية الكريمة، إذ ذلك العطاء كان بمقتضى شكره صلىاللهعليهوآله لربّه وإقامة الصلاة والدعاء والثناء عليه تعالى، ولا يخفى ارتباط حقيقة النهر المسمّى بالكوثر بها سلام الله عليها، لأنّ بين التأويل والظاهر دوامَ ارتباط.
ولا يخفى أنّ المباهاة بها عليهاالسلام من قبل الله تعالى لنبيّه صلىاللهعليهوآله على عدوّه، يعطي دلالات لحجّيتها، إذ الآية في مقام بيان كرامة النبيّ صلى
__________________
(١) تفسير جوامع الجامع/ ٥٥٣.
(٢) التفسير الكبير ١٦/١١٨.